الديوان » العصر المملوكي » الطغرائي » جرى بين هرمس والشمس في

عدد الابيات : 39

طباعة

جرى بين هرمس والشمس في

قديم الزمان كلام طويلُ

وإخوانه وهمُ خمسة

وأختاه بين يديه حلولُ

وهرمس أقدمهم كلهم

وأكبرهم وهو شيخ نبيلُ

فقال لهم إنني قد نظرت

وفكري صحيح ورأيي أصيلُ

فلم أرَ أجدر يا شمس منك

بذا الملك وهوالمحل الجليلُ

فنحن نوليك فالطف بنا

فمن عند مثلك يرجى الجميلُ

ونرقى بك اليوم فوق الجميع

ومالي عمانراه عدولُ

وأعلم أنك لي قاتل

وآنيَ عما قليل قتيلُ

فقال له الشمس نعم القرين

لعمري أنت ونعم الخليلُ

فغن كنت مستيقنا إنني

بقربك مني حسني يزولُ

فقال له بي تزداد نسلاً

ومن قوة منك عمري يطولُ

فقال له الشمس إنّ الجميع

لي ولأمرك طوع ذلولُ

سوي آرس إنه كاره

لحكمك وهو الشقي الخدول

فقال له إنّ ذاك الجفاء

ظل يزول وحال تحولُ

إذا أنا أرضعته مدة

وداريته فهو بَرٌ وصولُ

فقال له الشمس إياك أن

تغيب عني غالتك غول

فإنك إن غبتَ عني قتلتُ

وكان لملكي وبال وبيلُ

وفرّقتَ بيني وبين الرفاق

فالعقد مني ومنهم سحيل

فقال له أحسنِ الظن بي

فبي سوف تجمع تلك الشكولُ

فقال له الشمس إن صَحَّ ذا

فحظك منيَ حظ جزيلُ

وإلا فعندي لكم كلكم

من النار والله سيف صقيلُ

فقال والله ربي حلفت

لا زلت ما عشت عما أقولُ

أقيم لديك إلى أن يصير

جسمك روحا ونعم البديل

فقال له الشمس إني حلفت

يمينا شهودي عليها عدولُ

فإن صح قولك ذا لا برحت

إلا وجسمي إليك ثقيلُ

فقالوا جميعا رضينا بذا

فكل بما نحن قلنا كفيل

فقال لهم إخوتي كلكم

يريد الإباقَ فماذا تقولُ

وأنت فتحت لهم في الإباقُ

وذلك من طبعهم مستحيلُ

فإن أنت أبَّقتَهُم لي يكن

لنسل بقاء ولا لي حويلُ

وأهلكت ملكي وأهلكتني

وأتلفت من إخوتي من يعولُ

فقال له اعمل برأيي فإني

نصيح وللنصح يرجى القبول

عليك بإغلاق ناموسنا

ففيه المبيت وفيه المقيلُ

وأحكم مغاليق أبوابه

إلى أن يسد عليه السبيلُ

ومن قيّم الأمر لا تذهلن عني

فأصل الفساد الذهولُ

لأستخرج الروح من إخوتي

فطوعي شبابهم والكهولُ

واجعله لك تاجاً به

تُباهي الملوكَ وتُسبي العقولُ

وارفع ذكرك في الغابرين

وذاك لمثلك عندي قليلُ

فيا حسن ذلك من مجلس

ويا طيب ماضمنته الفصولُ

حكيت لكم كل ما قد وعيت

وحسبيَ ربي ونعم الوكيلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الطغرائي

avatar

الطغرائي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Tughrai@

375

قصيدة

4

الاقتباسات

157

متابعين

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ. ولد بأصبهان، واتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب ...

المزيد عن الطغرائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة