الديوان » العصر المملوكي » الطغرائي » في راحتيك الرزق والأجل

عدد الابيات : 49

طباعة

في راحتيكَ الرِزقُ والأجَلُ

وبعزمتيكَ الأمنُ والوَجَلُ

ولك الكتائب وهي مُشعَلَةٌ

والبيضُ في الهامات تشتعلُ

والرأيُ يمضي حيثُ لا أسَلٌ

يمضي لِطيَّتهِ ولا بَطَلُ

والمكرُماتُ يضِلُّ إنْ حُصِرتْ

في عدِّها التفصيلُ والجُمَلُ

ويدٌ تَهُدُّ المالَ راحَتُها

أبداً ويعمُرُ ظهرَها القُبَلُ

ومجالسٌ يُكْنَى الكلامُ بها

لِيناً وتُغْضِي دونَها المُقَلُ

بكَ دانتِ الدنيا لصاحبِها

وانقادَ منها السهلُ والجبلُ

مادتْ غُصونُ العيشِ مُثْقَلةً

حَمْلاً وغصنُ الدِين مُعتدلُ

وأعادتِ الأيامُ بهجَتَها

فالملك غَضُّ العود مقتبلُ

ولعَ العُداةُ بهم فذادَهُمُ

يَقظانُ في استعجاله مَهَلُ

كالسيلِ لولا أنه دُفَعٌ

والليلِ لولا أنهُ ظُلَلُ

وذَعرتَ ريبَ الدهرِ منتقِماً

من كيدِه فصِعابهُ ذُلُلُ

لو دبَّ رأيُك في كعوبِ قَناً

ما مسَّها طنبٌ ولا خَطَلُ

أو كان ضوؤُكَ للغزالةِ لمْ

يحجُبْ ضياءَ جبينها الطَفَلُ

في كلِّ مكرمةٍ وإن عظُمَتْ

بجميلِ فعلكَ يُضربُ المثلُ

سُسْتَ الأنام برأي مشتمِلٍ

بالحزمِ لا سأمٌ ولا مَلَلُ

ترعَى إِذا غفلوا وتسهرُ إنْ

ناموا وتَحلم كلَّما جَهِلُوا

أنت الذي لولا مَداهُ عفتْ

طرقُ الهُدى واستبهمَ السُّبُلُ

في كل شعبٍ من رويَّتِه

شُعَبٌ ومن آرائِه شُعَلُ

تمضي الأمورُ على إرادتِه

فتكادُ قبلَ الفِعل تنفعلُ

يرتدُّ عنه جَفنُ حاسدِهِ

وكأنهُ بالنارِ مكتحِلُ

وجهٌ كيومِ الصحوِ مبتسمٌ

ويدٌ كلَيلِ الدّجْنِ تنهملُ

متخرِّقٌ في العُرْف منبسطٌ

متأزِّرٌ بالمجدِ مشتمِلُ

لا الهولُ يملأُ ناظريهِ ولا

يجتابُ فُرضةَ سمعِه عَذَلُ

ما شئتَ من وعدٍ يساوِقُه

نُجْحٌ وقولٌ تِلوُهُ عملُ

مُسِحتْ على الأنواءِ راحَتُهُ

فانساقَ منها العارضُ الهَطِلُ

وتبرَّجَتْ للمجدِ همَّتُهُ

فانصاعَ منها الجبنُ والبُخُلُ

هو عِلّةُ المعروفِ لو صدقوا

أنّ الأمورَ لكونها عِلَلُ

إنْ ضَنَّ غيثٌ أو جنَى قمرٌ

فيمينُه وجبينُه البَدَلُ

تغدُو بنو الدنْيَا وليس لهمْ

من طولِ ما أغناهمُ أمَلُ

أغناهُ عن سعيٍ وعن طَلَبٍ

جَدٌّ حثيثٌ خطوُهُ عَجِلُ

وكفاهُ جهدَ الرأي يَشْغَلُهُ

عفوُ البديهةِ ما بها شُغُلُ

فالرأيُ مثلَ القول مبتدَهٌ

والقولُ مثلَ الطعنِ مرتَجَلُ

من دوحةِ العلياء حيثُ نَبَا

عن صفحتيها القادِحُ العَمِلُ

صمَّاءُ ما في عودِها خَوَرٌ

عيطاءُ ما في عِطْفِها مَيَلُ

زمَّ الممالكَ أوّليّتَه

حتى أقامَ قناتَها الدوَلُ

الساكتينَ وما بهم حَصَرٌ

والقائلينَ وما لهم خَطَلُ

فَعلوا وما قالوا وأينَ هُمُ

من معشرٍ قالوا وما فعلوا

إنْ أطرقُوا هِيبُوا وإنْ نطقُوا

قالوا الجميل وإن وَلُوا عَدَلوا

وإِذا الخطوبُ رسَتْ كلاكِلُهَا

وتشابهَ الأَعجازُ والقُلَلُ

وتبادرتْها البُزْلُ وانعكستْ

فيها على أصحابِها الحِيَلُ

سبقتْ بديهتُه رويَّتَهُ

كالبرقِ لا ريثٌ ولا كَسلُ

يهوى اللَّحاقَ بشأوِه نفَرٌ

عن شأوِهِ غَفلوا وما عَقِلُوا

ألِفُوا الهُوينَا فاستطارَ بهِ

متمهِّلٌ بالبرقِ منتعِلُ

لوْ أنَّ شُرْبَ الماءِ منقصةٌ

لم يُصْبِهِ نهلٌ ولا عَلَلُ

فإليكَ مجدَ الدينِ مُعلِمَةً

بالشكرِ أقطعُها وتتَّصِلُ

فالمدحُ مختارٌ ومنتخَبٌ

والشكرُ معتامٌ ومنتخَلُ

واسلمْ على الأيام تأمُرُها

أبداً بما تهوَى وتمتثلُ

أيامكَ الأعيادُ ناصعةٌ

غُرٌّ وبالُكَ ناعِمٌ جَذِلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الطغرائي

avatar

الطغرائي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Tughrai@

375

قصيدة

4

الاقتباسات

158

متابعين

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ. ولد بأصبهان، واتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب ...

المزيد عن الطغرائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة