الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » قضى في خلقه ذو العرش أمرا

عدد الابيات : 18

طباعة

قضى في خَلقهِ ذو العَرشِ أمرا

فصبراً أيُّها المحزونُ صَبْرا

لعَمرُ اللهِ إنَّ الصَّبرَ مُرٌُّ

وأكثَرُ ما أفادَ يكونُ مُرَّا

وكلُّ حَلاوةٍ طَعْمٌ شَهيٌّ

وأكثَرُها وَجَدناهُ مُضِرَّا

رماكمْ يا كِرامَ النَّاسِ سهمٌ

أصابَ فتىً سليمَ القلبِ حُرَّا

مَضَى عَجَلاً وخلَّفَ طُولَ حُزنٍ

يدومُ عليهِ في الأحياءِ دَهرا

هو الغصنُ الذي جَنَتِ المنايا

عليهِ بقصفهِ ظُلماً وغَدرا

أبَرُّ مُهذَّبٍ قولاً وفِعلاً

وأفضلُ مُخلِصٍ سرّاً وجهرا

علكيمْ بالتَّأسِّي فهو طِبٌّ

بهِ داءُ الأسَى في القلبِ يَبْرا

أقامَ الدُّودُ ينهشُ قلبَ صخرٍ

وقامت تندُبُ الخنساءُ صَخرا

فأفنَى الدَّهرُ صخراً في بِلاهُ

وراحت أدمُعُ الخنساءِ هَدْرا

لكلِّ هياكلِ الأرواحِ هَدْمٌ

ولو فَسَحتْ لها الأيَّامُ عُمرا

وعَيشُ المرءِ حُلمٌ قد تَقَضَّى

فأعقَبَ حَسْرَةً وأطالَ ذِكرا

وذاكَ طريقُنا نمشي عليهِ

إلى دارٍ وراءَ القبر أُخرَى

لعَمرُكَ إنَّهُ سفَرٌ طويلٌ

تَفانَى قيصرٌ فيهِ وكِسرَى

فطُوبَى للذي يَعتَدُّ زاداً

لهُ حتى يُصيبَ لهُ مَقرَّا

سلامُ اللهِ مِن أعلَى سَماهُ

على صَفحاتِ ذاكَ الرَّمسِ يُقرا

حَوَى بدرَ التَّمامِ وهل سمِعتُمْ

ببدرٍ أنزَلَتْهُ النَّاسُ قَبرا

سَقتْهُ مَراحِمُ الرَّحمن سُحباً

مُؤرَّخةً وغيثُ الجُود قَطْرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

146

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة