الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » أناس كلها تمسي ترابا

عدد الابيات : 15

طباعة

أُناسٌ كلُّها تُمسي تُرابا

بدارٍ كلُّها تُمسي خَرابا

فماذا نبتغي فيها بِناءً

وماذا نبتغي منها اكتسابا

تمرُّ النَّاسُ أفواجاً عليها

كما نَفَضَتْ عواصفُها السَّحابا

وتَخطِرُ فوقَها حيناً فتَبقَى

زماناً تحتها فاتَ الحسابا

هيَ الأُمُّ التي ضمَّت بنَيها

إلى أحشائِها ترجو الثَّوابا

يَشِبُّ على هواها كلُّ طِفلٍ

ولا ينسى المحبَّةَ حينَ شابا

غُرابُ البينِ يَنعَقُ كُلَّ يومٍ

بساحتها فَيقتَنِصُ العُقابا

رأينا الموتَ لا يبقي كريماً

ولا يخشى الملامَ ولا العتابا

رَمَى أسكارُسَ القِبطيَّ سهماً

فرَنَّ بكلِّ قلبٍ إذ أصابا

كريمٌ كانَ للعافي مَلاذاً

متى يُدعَى لحادثةٍ أجابا

تكبَّدَتِ القلوبُ ضِرامَ حزنٍ

عليهِ لو يَمَسُّ الصخرَ ذابا

وصارَ دمُ الدُّموع خِضابَ سُوءٍ

لمن صارَ السَّوادُ لها ثيابا

مضى متمتِّعاً بنعيم ربٍّ

دعاهُ إلى كرامَتِهِ انتِخَابا

حياةُ النَّاسِ في الدُّنيا طريقٌ

إلى الأُخرَى نسوقُ لها الرِّكابا

وأفضلُ مَشرَبٍ كأسُ المنايا

إذا كان النَّعيمُ بها شرابا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

183

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، المعروف باليازجي (ولد في عام 1800م في بلدة كفر شيما بلبنان – وتوفي عام 1871م في بيروت) شاعر وأديب من كبار أعلام النهضة الأدبية ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة