فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل
الميلاد والنشأة
وُلد فؤاد بليبل في نوفمبر 1911م بكوم حمادة، مديرية البحيرة، مصر، لأُسرة من أصل لبناني تعود جذورها إلى بلدة بكفيا في جبل لبنان. نشأ في بيئة مترفة، وانتقل إلى لبنان عام 1922م ليلتحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت، ثم تابع تعليمه في مدرسة الفرير للغة العربية، حيث بدت مواهبه الشعرية المبكرة.
حياته العملية والأدبية
بعد عودته إلى مصر عام 1932م، عمل بالتجارة مع والده، ثم تحول إلى التدريس، حيث عمل مدرسًا للغة العربية والترجمة في كلية سان مارك بالإسكندرية. انتقل لاحقًا إلى القاهرة ليعمل في جريدة الأهرام، كما درّس في كلية الليسيه الفرنسية.
اتصل بكبار أدباء عصره، مثل هدى شعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر قصائده في صحف ومجلات مرموقة مثل المقطم والأهرام والرسالة والثقافة.
إنتاجه الأدبي
تميز شعره بتنوعه بين الغزل العفيف والصريح، والرثاء (مثل قصيدته في رثاء سعد زغلول)، والموضوعات الاجتماعية، مع التزامه بعمود الشعر التقليدي. أصدر ديوانه الوحيد "أغاريد ربيع" عام 1941م، الذي أشاد به خليل مطران لمزجه بين العاطفة الصادقة والأسلوب الماهر.
الرؤية النقدية
وصفه النقاد بأنه شاعر مجدد لكن دون انقطاع عن الأصالة، حيث عبر عن مشاعره بلغة طيعة وخيال خصب. قال عنه إلياس خليل زكريا:
"وطنية بليبل لا تقل اتقادًا عن وطنية الشابي، فلماذا أُرخ للثاني وتُنوسي الأول؟!"
الوفاة
تُوفي شابًا في 22 مارس 1941م (عن 29 عامًا) ودُفن في القاهرة، حيث أُقيم له تشييع مهيب، وألقى صديقه محمد الحنّاوي كلمة تأبين مؤثرة.
إرثه
رغم قصر عمره، ترك إنتاجًا شعريًا لامعًا، لكنه لم يجمع معظمه في ديوان، فبذل أهله جهودًا كبيرة لجمع قصائده المتناثرة في الصحف ومخطوطاته الشخصية.