الديوان » لبنان » فؤاد بليبل » أرى الدهر إن أخنت علي مصائبه

عدد الابيات : 28

طباعة

أرى الدَهرَ إِن أَخنَت عَلَيَّ مَصائِبُه

أَحَقَّ بِشُكري مِنهُ إِن لانَ جانِبُه

فَكَم عِظَةٍ أَسدَت إِلَيَّ خُطوبُهُ

وَكَم كَشَفَت لي عَن عَدُوٍّ نَوائِبُه

عَلى قَدرِ مالِ المَرءِ يَزدادُ قَدرُهُ

وَلَيسَ بِغَيرِ المالِ تَعلو مَراتِبُه

فَإِن زادَ زادَ الناسُ مِنهُ تَقَرُّباً

وَإن قَلَّ يَوماً أَنكَرَتهُ أَقارِبُه

وَصاحَبَنا مَن لا نَوَدُّ عَلى الغِنى

فَلَمّا اِفتَقَرنا لَم نَجِد مَن نُصاحِبُه

إِذا جَفَّ زَهرُ الرَوضِ وَلَّت طُيورُهُ

وَفَرَّت عَنِ الأَغصانِ حَتّى نَواعِبُه

وَلَولا صُروفُ الدَهرِ ما اِشتَدَّ ساعِدي

وَلَم يَتَّقِد عَزمي وَلا اِنقادَ غارِبُه

وَفي النَفسِ ما فيها مِنَ الأَلَمِ الَّذي

يُغالِبُني مَشبوبُهُ وَأُغالِبُه

إِذا كُنتَ فيما تَبتَغي مُتَرَدِّداً

تَهُمُّ بِأَمرٍ تارَةً وَتُجانِبُه

كَثيرَ اِنقِلابِ الرَأيِ في كُلِّ حالَةٍ

فَلَن تَبلَغَ الشَأوَ الَّذي أَنتَ طالِبُه

وَما أَدرَكَ المَنشودَ إِلّا مُواظِبٌ

عَلَيهِ عَنيدٌ ثابِتُ الرَأيِ صائِبُه

طِلابُ الفَتى إِن لَم يَكُن جِدَّ طالِبٍ

أَوائِلُهُ مَخذولَةٌ وَعَواقِبُه

وَقائِلَةٍ حَتّامَ يُنهكُ نَفسَهُ

فَقُلتُ إِلى أَن تَستَقيمَ مَآرِبُه

إِلى أَن يَزولَ العمرُ أَو يُدرِكَ المُنى

ولَو بَلَغَت هامَ النُجومِ مَطالِبُه

وَكَلمى مِنَ الإِجهادِ رَزحى مِنَ العَنا

تَجيشُ بِصَدرٍ شارَفَ اليَأسَ صاحِبُه

أَدَلتُ لَها مِن مَيلِها فَتَقَوَّمَت

وَسِرتُ بِها وَالدَهرُ شَتّى مَصائِبُه

وَحَرَّرتُها مِن رِبقَةِ اليَأسِ وَالوَنى

إِلى أَن رَأَيتُ العَيشَ هانَت مَصاعِبُه

حَلُمتُ فَلَم أُطلِق لِنَفسي عِنانَها

وَما المَرءُ إِلّا حِلمُهُ وَتَجارِبُه

وَلَو لَم يُطَهِّرني الأَسى بِلَهيبِهِ

لَما طابَ لي عَيشٌ وَلا قَرَّ حاصِبُه

تَعِبتُ بِما جاهَدتُ حيناً فَلَم أَخِب

وَهَل تَصقُلُ الإِنسانَ إِلّا مَتاعِبُه

أَرى السَيفَ إِن لَم يُرهِفِ الشَحذُ حَدَّه

وَتَضرِبْهُ كَفُّ القَينِ تَنبُ مَضارِبُه

وَما هَذَّبَتني غَيرُ كُلِّ مُلِمَّةٍ

إِذا نَزَلَت بِالنَهرِ جَفَّت حَوالِبُه

إِذا ما رَأَيتَ الرَوضَ صَحَّت غِراسُهُ

تَيَقَّنتَ أَنَّ الرَوضَ شُقَّت سَباسِبُه

وَلَولا دُموعُ المُزنِ لَم تَضحَكِ الرُبى

وَلَولا اِحتِراقُ الندِّ لَم يَذكُ طائِبُه

وَما وَعَظَ المَغرورَ مِثلُ غُرورِهِ

وَلا هَذَّبَ المَذمومَ إِلّا مَثالِبُه

وَهَل يَبلُغُ المَرءُ القَصيّ مِنَ المُنى

إِذا لَم يَجِد مِن عَزمِهِ ما يُواثِبُه

لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا كَمِبرَدٍ

إِذا حَزَّ أَمراً فَهوَ لا بُدَّ قاطِبُه

وَإِن هُوَ لَم يَعمَل تَأَكَّلَهُ الصَدا

وَضاعَت أَمانيهِ وَخابَت رَغائِبُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فؤاد بليبل

avatar

فؤاد بليبل حساب موثق

لبنان

poet-Fouad_Blaibel@

15

قصيدة

1

متابعين

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل الميلاد والنشأة وُلد فؤاد بليبل في نوفمبر 1911م بكوم حمادة، مديرية البحيرة، مصر، لأُسرة من أصل لبناني تعود جذورها إلى بلدة بكفيا في جبل لبنان. نشأ ...

المزيد عن فؤاد بليبل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة