الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » سلام الله أيتها القباب

عدد الابيات : 40

طباعة

سلامُ اللهِ أيَّتُها القِبابُ

أمَضْرِبُكِ القُلوبُ أمِ التُرابُ

وما لِنَزيلِ قومِكِ من نَصيبٍ

تُرَى أيُصيبُ خيراً أم يُصابُ

وَقَفتُ بجانب الوادي فحَنَّت

لترديدي الحنينَ بهِ الرِّكابُ

وخاطَبتُ الدِّيارَ فلم تُجبْني

وما كُلُّ الخِطابِ لهُ جَوابُ

دِيارٌ لي بها قَمَرٌ مُنيرٌ

تَوارَى والسَّحابُ لهُ نِقابُ

لهُ شَفَةٌ لناظِرِها شَرابٌ

ولكن حظُّ وارِدِها السَّرابُ

وطَرْفٌ فيهِ من قلبي سَوادٌ

وكَفٌّ من دمي فيها خِضابُ

شَكَوتُ لهُ العّذابَ فصَدَّ تيهاً

وذاك الصّدُّ كانَ هُوَ العَذابُ

إذا ما لم يُهمَّكَ أمرُ شاكٍ

فلا الشَكوَى تُفيدُ ولا العِتابُ

أتَى ما لا حَسِبتُ ورُبَّ أمرٍ

حسِبتُ لهُ فما صَدَقَ الحِسابُ

ومارَسْتُ الأنامَ فكم عَدُوٍّ

عليهِ من صَداقتِهِ ثيابُ

وكم من صاحبٍ قد جَرَّ مالاً

يَجُرُّ من العِدَى ظُفرٌ ونابُ

وكم رَجلٍ دَعَوتُ فلم يُجِبْني

ويَدعُوني سِواهُ فلا يُجَابُ

نَرَى بعضاً يَعيبُ صِفاتِ بعضٍ

وما من عائبٍ إلاَّ يُعَابُ

يَعيبُونَ الأميرَ بفَرْطِ جُودٍ

كما لو عِيبَ بالمَطَرِ السَّحابُ

وكيفَ يَهابُ مِن بَذْلِ العَطايا

شُجاعٌ للمَنايا لا يَهابُ

سَجايا المجدِ سِلْسِلَةٌ تَوالتْ

كما انتَسَقَتْ مِنَ الرُّمحِ الكِعابُ

عِمادٌ في بني قَيْسٍ تَسامَى

فذَلَّت من بني يَمَنَ الصِعابُ

ثَوى مَتْنَ البِلادِ فكانَ رأساً

لهُ تَعنُو المَناكِبُ والرِّقابُ

تَرَى في وَجهِهِ سيماءَ مَجْدٍ

كعُنوانٍ يَبينُ بهِ الكِتابُ

تَعرَّضَ غيرَ مُحتجِبٍ ولكنْ

لهُ من فَرْطِ هَيبتِهِ حجابُ

عليهِ لكُلِّ سُوءٍ كُلُّ بابٍ

وليسَ عليهِ للحَسناتِ بابُ

تَقَلَّدَ بالوِلايةِ فَهْيَ سَيفٌ

بِراحةِ مَن يجودُ بهِ الضِرابُ

أتى باسم البَشير لنا بَشيراً

وفيهِ إلى مسمَّاهُ انتِسابُ

لَئِنْ عَبِثت بهِ غُصَصُ اللَيالي

فها قد جاءَها اليومَ الشَّرابُ

وإنَّ الشَّمسَ يَحجُبُها ضَبابٌ

ولكنْ ليسَ يكَسِفُها الضَّبابُ

قَدِ اعتَزَّتْ بدولتِه جبالٌ

عليها من مَكارِمهِ هِضابُ

تَبِيتُ بها الظِبا والأُسْدُ تَسعَى

وتَرعَى الشاءُ فيها والذِئابُ

لهُ من رَهطِ نَجْدَتِهِ لُيُوثٌ

لها من شُرَّعِ المُرَّانِ غابُ

يَرُدُّ العارُ أوجُهَها حيَاءً

وليسَ تَرُدُّ أوجُهَها الحِرابُ

قِيامٌ يَنظُرُونَ إلى عزيزٍ

لناظِرِهِ ابتهاجٌ واضطِرابُ

حَوَى شَطْرينِ من شَرَفٍ فهذا

لهُ إرْثٌ وذاكَ لهُ اكتِسابُ

رحيبُ الصَّدر في عُسرٍ ويُسرٍ

تَضِيقُ بوَفدِهِ تلكَ الرِّحابُ

لهم منهُ الثَّوابُ يُساقُ عَفْواً

نَعَمْ ولهُ منَ اللهِ الثَّوابُ

فتىً يُرجَى الرِّضَى والعفوُ منهُ

ويُخشَى السُّخطُ منهُ والعِقابُ

لهُ في حُكمِهِ قولٌ سديدٌ

وفي أعمالهِ رأيٌ صَوابُ

يَرَى حَقَّ الصِّحابِ عليهِ حتّى

يَرَى حَقَّ القَضاءِ فلا صِحابُ

وينظُرُ حاسِدِيهِ بعَينِ راضٍ

لحلِمٍ أرَّخوهُ وهُمْ غِضابُ

أصابَ السَبْقَ عن أمَدٍ بعيدٍ

تُقَصِّرُ دونَهُ الخيلُ العِرابُ

فقُلتُ لِمَنْ يُجاريهِ رُويداً

ستُدرِكهُ إذا شابَ الغُرابُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

142

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة