الديوان » العصر العباسي » البحتري » ما يستفيق دد لقلبك من دد

عدد الابيات : 29

طباعة

ما يَستَفيقُ دَدٌ لِقَلبِكَ مِن دَدٍ

يَعتادُ ذِكراها طَوالَ المُسنَدِ

بَيضاءُ إِن تُعلِل بِلَحظٍ لا تَهَب

بُرءً وَإِن تَقتُل بِدَلٍّ لا تَدِ

سَبَقَت بِنَبوَتِها المَشيبِ وَعَجَّلَت

في اليَومِ هُجراً كانَ يُرقَبُ في غَدِ

لَم أَلقَ شَفعاً كَالسُلُّوِ وَكَالهَوى

أَنَأى وَأَبعَدَ مَصدَراً مِن مَورِدِ

ماباتَ لِلأَحبابِ ضامِنَ لَوعَةٍ

مَن باتَ بَعدَ البَينِ غَيرَ مُسَهَّدِ

أَهوى البِراقَ عَلى تَعادي قَصدِها

وَأَعُدُّ أَهواهُنَّ بُرقَةَ ثَهمَدِ

لُطفُ الرَبيعِ لَها يَصوغُ حُلِيِّها

بِغَرائِبٍ مِن لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

أَمّا الخُطوبَ فَلَن تَعودَ كَما بَدَت

بَل عَودَ أَنقَصَ عُدَّةٍ أَو أَزيَدِ

قَد قُلتُ لِلمُعطي الهُوَينا عَزمَهُ

إِنَّ النَجاحَ أَمامَ عَفوِكَ فَاِجهَدِ

لَن تُدرِكَ الشَأوَ الَّذي تَجري لَهُ

حَتّى تَكونَ كَأَحمَدِ بنِ مُحَمَّدِ

مُتَيَقِّظٌ حَفَظَت عَلَيهِ أُمورَهُ

حَرَكاتُ نَجدٍ في المَساعي أَيِّدِ

كانَت كِفايَتُهُ وَمُقبِلُ حَظِّهِ

شَروى كَريمِ فَعالِهِ وَالمَحتِدِ

جِدٌّ يَبيتُ الجِدُّ مُقتَضِياً لَهُ

أَبَداً وَلا جِدٌّ لِمَن لَم يَجدُدِ

هُبِلَ الحَسودُ لَقَد تَكَلَّفَ خُطَّةً

تُبدي الخَزايَةَ في وُجوهِ الحُسَّدِ

لَؤُمَت خَلائِقُهُم فَكَذَّبَ سَعيُهُم

عَن سَعيِ فَردٍ في المَكارِمِ أَوحَدِ

بَلَغَ السِيادَةَ في بُدوءِ شَبابِهِ

إِنَّ الشَبابَ مَطِيَّةٌ لِلسُؤدُدِ

في كُلِّ يَومٍ رُتبَةٌ يَزدادُها

وَيُشارِفُ النُقصانَ مَن لَم يَزدِدِ

ذو شِكَّةٍ يَغدو الحُسامُ المُنتَضى

أَحظى لَدَيهِ مِنَ الحُسامِ المُغمَدِ

عاذَت بَنو شَيبانَ مِنهُ بِطورِها

وَالطورُ مَنزِلَةُ القَصِيِّ الأَبعَدِ

فَغَلَت بُحورُ الحَربِ إِذ ضَرَّمتَها

ناراً تَعودُ بِها السُيوفُ وَتَبتَدي

إِنَّ المُحارِبَ لا يَفوزُ فَتَعتَلي

أَقسامُهُ حَتّى يَجورَ فَيَعتَدي

قَد كانَ مالَ عَنِ المَطالِبِ ناظِري

وَعَزَمتُ كُلَّ العَزمِ أَلّا أَجتَدي

حَتّى اِبتَدَأتَ بِما اِبتَدَأتَ بِعُظمِهِ

فَغَلَبتَ عُظمَ تَماسُكي وَتَزَهُّدي

لي بُغيَةٌ في واسِطٍ ما دونَها

إِلّا مُناقَلَةُ الهِجانِ الوُخَّدِ

سَفَرٌ مَنَعتَهُمُ الصُعودَ فَصَوَّبوا

وَالاِنحِدارُ سَبيلُ مَن لَم يَصعَدِ

أَمّا مُصافَحَةُ الوَداعِ فَإِنَّها

ثَقُلَت فَما اِسطاعَت تَنوءُ بِها يَدي

فَعَلَيكَ تَضعيفُ السَلامِ فَإِنَّني

إِمّا أَروحُ غَداً وَإِمّا أَغتَدي

كَم قَد لَوى الضَبعِيُّ مِن دينٍ لَنا

لَم يُقضَ أَو عارِيَةٍ لَم تُردَدِ

وَأَقَلُّ ما أَعتَدُّ مِنكَ وَأَرتَجي

مِن حُسنِ رَأيِكَ فِيَّ نُجحُكَ مَوعِدي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2099

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة