الديوان » لبنان » إبراهيم اليازجي » أمنازل الأحباب ما فعل الألى

عدد الابيات : 40

طباعة

أَمنازلَ الأَحبابِ ما فعَلَ الأُلَى

كُنَّا عَهِدناهُم بربعك أَوَّلا

وَعَلامَ تُنزِلكَ الرِكابُ طَلائِحاً

أَتَرى تَصادِفُ للتَّقيةِ مَنزِلا

ما تَصلَحين لِغَير وَقفةِ عاشقٍ

يَدعو فَيَرجِعُ خاشِعاً مُتَذَلِّلا

للّهِ دَمعي في حِماكَ وَصَبوَتي

أَرَأَيتَ قَبلي نائِحاً مُتَغَزِّلا

وَخُفوقُ قَلبي بِالشُجونِ فَهَل تَرى

يَبغي لِحاقَ الحَيِّ حَيثُ تَحَمَّلا

هَيهات دونَ الراحِلينَ مَفاوزٌ

يُمسي بِها طَرفُ القَطاةِ مُضَلِّلا

وَعَلى الهَوادجِ كُلُّ سَيفٍ لامعٍ

أَتَرى يُحاولُ بَينَها مُتَخَلِّلا

اللَهُ أَكبَرُ يا نياقُ تَرَكتِني

بِالشَوقِ أَحيرُ مِنكِ في تِلكَ الفَلا

خَلّفتِ لي ما تَشتَهينَ قَليلَهُ

مِن ماء دَمعٍ لا يَزالُ مُسَلسَلا

أَبَداً أَحِنُّ وَلا حَنينِكِ هائِماً

أَسقي المَرابعَ دَمعيَ المُستَرسِلا

حالَت لَيالينا فَبدَّلَ طِيبَها

شَجواً وَشَأنُ الدَهرِ أَن يَتَبَدَّلا

وَأَرتنِيَ الأَحداثُ كُلَّ غَريبةٍ

تَرَكَت قذالي كَالثَغامةِ أَشعَلا

وَنَبَذَتُ صَبري في الخطوب فَزِدنَني

نَصباً فَأَلفَيتُ التَصَبُّرَ أَجمَلا

مِحنٌ أرِقتُ بِها فَلَم أَنفكّ في

لَيلٍ مِن الغَمراتِ أَدهَمَ أَليَلا

حَتّى تَجلَّى وَجهُ صُبحي فَاِنجَلى

وَجهُ الأَماني مُشرِقاً مُتَهَلِّلا

وَتَساقَطَتْ شُهبُ النُّحوسِ أَوافِلاً

لَمّا رَأينَ اللَيلَ أَدبَر مُجفِلا

أَحبِبْ بِطَلعَتِهِ وَشَمسِ خلافةٍ

بَعَثَتْ بِهِ فَأَنارَ أَجفانَ المَلا

سَطَعَت أَشِعَتُهُ وَطِيبُ ثَنائِهِ

فَهُناكَ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلَى

هَذا وَزيرُ الملكِ ذو الشَرف الَّذي

يَزري الثُرَيا وَالسّماكَ الأَعزَلا

أَمضى مِن السَّهمِ المذلَّقِ نَظرَةً

في كُلِّ مُشكِلَةٍ وَأَفتَكَ مقتَلا

وَأسدُّ مَن عَرك الأُمورَ تَصَرُّفاً

في حينِ لا يَجدُ اللَبيبَ مِعوَّلا

وَليَ البلادَ فَكانَ فيها عَدلُهُ

ظلّا وَكانَ الأَمنُ فيها منهَلا

أَبَداً يراعيها بِطَرفٍ ساهرٍ

حلفَ الحفاظُ عَلَيهِ أَن لا يَغفَلا

فَصل الخطابَ إِذا قَضى وَإِذا اِنبَرى

يَحكي بِهمَّتهِ القَضاءَ المُنزَلا

وَإِذا يَفوه تَناثَرَت مِن لَفظِهِ

دُرر تَقلّدها المَعاصم وَالطُلَى

تَهوي النُفوسُ عَلَيهِ مِن أَلطافهِ

فَتردُّها عَنهُ المَهابةُ وَالعُلى

وَتُشاهدُ الأَسيافَ مَن آرائِهِ

ما لَو تَعمَّدَ حَدَّها لتفلَّلا

يا زائِراً بَيروتَ قَد أَولَيتَها

فَضلاً يَحِقُّ لَهُ التَذَكُّر وَالوَلا

حارَت فما تَدري أَتفخرُ عِزّةً

بِكَ أَم تُؤاخِذُ بِالقُصورِ فَتَخجَلا

حَظٌّ أَصابَتهُ لَدَيكَ وَهَكَذا

ما زالَ دَأبُكَ في الوَرى أَن تَعدِلا

فاضت بِكَ البَرَكَاتُ بَينَ رُبوعِنا

حَتّى تَجاوَز فَيضُهُنَّ المُأْمَلا

أَجرَت عَلَينا عارِضاً مُستَقبِلاً

لاقى بِفَضلك عارِضاً مُستَقبِلا

وَكَسا مَرابِعَنا الرَبيعُ مطارِفاً

فَلبِسنَها لَما رَأينكَ مُقبِلا

وَتَبَسَّمت تِلكَ الزُهورُ فَكُلُّها

بِالدُرِّ لاحَ مقلِّداً وَمُكَلِّلا

فَحَكَتْ ثَناكَ وَذِي عُجالةُ قاصرٍ

لَو راحَ يَقضي دَهرَهُ لَاِستَعجَلا

حاولتُ أَن أُثني عَلَيكَ فَخانَني

قَلمٌ أَراهُ غَداً بِكَفِّي مَغزلا

فَرَأيتُ مَدحَكَ لا تَفيهِ عِبارةٌ

وَرَأيت مَدحَ الأَكثَرينَ تَمحُّلا

وَعَذلتُ تَقصيري بِوَصفِكَ عاجِزاً

وَعلمتَهُ فَعَذَرتَني مُتفضِّلا

وَلَعَلَّ عَجزي في مَديحِكَ ناطقٌ

عَني بِأَفصَح مِن ثَنايَ وَأَطوَلا

وَالصُبحُ أَوضحُ مِن مَقالةِ قائِلٍ

لاحَ الصَباحُ إِذا تَأَلَّقَ وَاِنجَلى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم اليازجي

avatar

إبراهيم اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-Ibrahim-al-Yaziji@

283

قصيدة

2

الاقتباسات

115

متابعين

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة. أصل أسرته من حمص، و هاجر أحد اجداده إلى لبنان. ولد ونشأ في بيروت وقرأ الأدب على ...

المزيد عن إبراهيم اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة