الديوان » لبنان » إبراهيم اليازجي » على ثراك غوادي الصبح تنهمر

عدد الابيات : 28

طباعة

عَلى ثَراك غَوادي الصُبحِ تَنهَمرُ

يا راحِلاً تَحتَ ظلِّ اللَّهِ يَستَتِرُ

جَرحتَ بَعدَك أَكباداً بِسَهمِ أَسىً

في كُلِّ جَفن لِماضي نَصلهِ أَثَرُ

مَناحَةٌ تَحتَ جنحِ اللَّيلِ قائمة

بِها الأَصيلُ خَضيب الذَّيلِ وَالسَّحرُ

وَمَأَتمٌ بِطباقِ السُّحبِ مُتَّصِلٌ

حَقّ عَلى عَبَراتِ السُّحبِ تَنفَجرُ

اِستَودِعُ اللَّهُ غُصناً مالَ مُنكَسِراً

فَمالَ كُل فُؤادٍ وَهوَ مُنكَسرُ

هَبَّت عَلَيهِ مِنَ الأَقدارِ عاصِفة

راحَت بِها جَمرات الحُزنِ تَستَعرُ

كَأَنَّ ما جَفَّ مِن أَمواهِ نُضرَتِهِ

أَمسى عَلَيهِ مِنَ الأَجفانِ يَنحَدرُ

قَد ساروا أَسفَاً عَنا بِلا ثَمَرٍ

فَلَيسَ إِلى الأَسى مِن بَعدِهِ ثَمَرُ

طالَ النُّواحُ لَهُ مِن كُلِّ ذي كَبِدٍ

حَرَّى تَذوب اُلتياعاً حينَ يدَّكِرُ

وَكُلّ باكٍ هَشيم الوَجهِ بَعدَ فَتىً

بِالدُّودِ باتَ هَشيماً وَجهَهُ النَضِرُ

يا رَحمةَ اللَهِ حلّي في ثَرى قَمَرٍ

قَد اِرتَدى بِالدُّجى مِن أَجلِهِ القَمرُ

وَيا غَمائمُ زوريهِ محيِّيَةً

وَجهاً لَهُ كانَ يُستَسقَى بِهِ المَطرُ

رَيان ضمَّنَ مِنهُ اللَّحد جَوهرةً

لاقَت بِأَمثالها مَن دَمعِنا الدُّرَرُ

يا قَبرَ جرجسَ مِن تُربٍ وَمِن حَجَرٍ

ما أَنصَفَ البَدرُ ذاكَ التُّربَ وَالحَجَرُ

وَلا قَضيب النَقا تَذوي مَعاطفه

في قَفرة بِمياه الدَمع تَزدَهر

وَيلاهُ مِن سَطَواتِ البينِ فاتِكةً

بِكُلِّ نَفسٍ فَلا تُبقِي وَلا تَذرُ

باتَ الشَّبابُ رَخيصاً في نَواظرِهِ

وَلم يُوقَّرْ لَدَيهِ الشَّيبُ وَالكِبَرُ

يا مَن صَبَرتَ لِطولِ السُّقمِ عَن جَلَدٍ

مِن أَينَ صَبرُ قُلوبٍ فيكَ تَنفَطِرُ

ما كانَ أَعظَم ما قاسَيتَ مِن أَلَمٍ

وَأَنتَ في الشُّكرِ تُمسي حَيث تَبتَكرُ

طابَت بِهِ مِنكَ نَفسٌ بَرَّةٌ عَلِمَت

بِأَن عُقباهُ في دار البَقا الظَفَرُ

كفيتُ فيها بَلا الدُنيا وَشِدَّتها

ممتَّعاً بِنَعيمٍ ما بِهِ كَدَرُ

تَصَبَّروا يا بَني فَياضَ بَعد فَتىً

أَمضى بِهِ وَبِنا أَحكامهُ القَدَرُ

يَعِزُّ وَاللَه عِندي أَن أُعَزيكُم

عَنهُ وَدَمعُ جُفوني فيهِ مُنتَثِرُ

أَولى الخُطوب بِأَن تُدمى القُلوب بِهِ

لَو كانَ يَقضي بِأَن تدمى لَنا وَطَرُ

وَإِنَّما نَحنُ في أَرضٍ إِذا اِعتبرَت

لَيسَت سِوى مَأتمٍ ناحَت بِهِ البَشَرُ

في كُلِ يَومٍ أُناسٌ فَوقَها فُجِعوا

عَلى أُناسٍ طوَتهم تَحتَها الحُفَرُ

بئسَ الحَياةُ التي ما زالَ وارِدُها

يُمازجُ الوَردَ في كاساتِهِ الصَدَرُ

حالان إِحداهُما مَملوءةٌ خَطَراً

مِمَّا يَليها وَأُخرى فاتَها الحَذَرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم اليازجي

avatar

إبراهيم اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-Ibrahim-al-Yaziji@

283

قصيدة

2

الاقتباسات

118

متابعين

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة. أصل أسرته من حمص، و هاجر أحد اجداده إلى لبنان. ولد ونشأ في بيروت وقرأ الأدب على ...

المزيد عن إبراهيم اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة