الديوان » العصر العباسي » كشاجم » شمس الضحى في الغمام مستتره

عدد الابيات : 33

طباعة

شَمْسُ الضُّحَى فِي الغَمَامِ مُسْتَتِرَهْ

أَمْ دُمْيَةٌ فِي النِّقَابِ مُعْتَجِرَهْ

حَنَّتْ فَجَاءَتْ مَجِيءَ مُذْنِبَةٍ

إِلَيْكَ مِمَّا جَنَتْهُ مُعْتَذِرَهْ

يَعْتَادُهَا الشَّوْقُ ثُمَّ يَمْنَعُهَا

خَوْفُ العدَا وَالحَسُودَةِ المَكِرَهْ

حَتَّى إِذَا نَفْحَةُ الصَّبَا نَسَمَتْ

نَمَّتْ عَلَيْهَا الرَّوَائِحُ العَطِرَهْ

أَحْبَبْ بِهَا زَوْرَةً وَزَائِرَةً

لَوْ لَمْ تَكُنْ مِنْ وُشَاتِهَا حَذِرَهْ

تَظَلُّ عَنْ حَالَتِي تُسَائِلُنِي

وَهْيَ بِمَا قَدْ لَقِيْتُهُ خَبِرَهْ

قُلْتُ لَهَا قَدْ قَدَرْتِ فَاغْتَفِرِي

مَا أَحْسَنَ العَفْوَ عِنْدَ مُقْتَدِرَهْ

قَالَتْ وَحَتَّى مَتَى تُوَبِّخُنِي

مِنْ دُونِ ذّا مَا هَتَكْتُ مُسْتَتِرَهْ

الذَّنْبُ فِي الحُبِّ لي فَأَغْفِرُهُ

هَذَا مِنَ الحُكْمِ فِي الهَوَى نَكِرَهْ

وَأَسْمَحَتْ فَاجْتَذَبْتُ مِئْزَرَهَا

يَا حُسْنَهَا حَاسِراً وَمُؤْتَزِرَهْ

نَاهِيْكَ مِنْ خَلْوَةٍ وَمُلْتَزَمٍ

وَرَشْفِ ثَغْرٍ وَرِيْقَةٍ خَصِرَهْ

وَمِنْ مُشَارٍ عَلَى التَّرَائِبِ فِي

صَحِيْحَةِ الصَّدْرِ غَيْرُ مُنْكَسِرَهْ

وَذَاتُ لُوْمٍ تَظَلُّ تَزْجُرُنِي

وَهْيَ عنِ الغَيِّ غَيْرُ مُزْدَجِرَهْ

يَا هَذِهِ قُلْتُ فَاسْمَعِي لِفَتًى

فِي حَالِهِ عِبْرَةٌ لِمُعْتَبِرَهْ

أَمَرْتِ بِالصَّبْرِ وَالسُّلُوِّ وَلَوْ

عَشِقْتِ أُلْفِيْتَ غَيْرَ مُصْطَبِرَهْ

مِنْ مُبْلِغٌ إِخْوَتي وَإِنْ بَعَدُوا

أَنَّ حَيَاتِي لِبُعْدِهِمْ كَدِرَهْ

قَدْ هِمْتُ شَوْقَاً إِلَى وُجُوهِهِمْ

تِلْكَ الوُجُوهُ البَهِيَّةُ النَّضِرَهْ

أَبْنَاءُ مُلْكٍ عُلاَهُمُ بِهِمُ

عَلَى العُلاَ وَالفَخَارِ مُفْتَخِرَهْ

تُزْهَى بِهِمْ نِعْمَةٌ تُزَيِّنُهَا

مُرُوَّةٌ لَمْ تَكُنْ تُرَى زَمِرَهْ

مَا انْفَكَّ ذَا الخَلْقُ بَيْنَ مُنْتَصِرٍ

عَلَى الأَعَادِي بِهِمْ ومُنْتَصِرَهْ

جِبَالُ حِلْمٍ بُدُورُ أَنْدِيَةٍ

أُسْدُ وَغًى فِي الهِيَاجِ مُبْتَدِرَهْ

بَيْضٌ كِرَامُ الفَعَالِ لاَ لَحِزُ الْ

أَيْدِي وَلَيْسَتْ مِنَ النَّدَى صَفِرَهْ

لِلنَّاسِ فِيْهِمْ مَنَافِعٌ وَلَهُمْ

مَنَافِعٌ فِي الأَنَامِ مُشْتَهَرَهْ

مَتَى أَرَانِي بِمصْرَ جَارَهُمُ

تَسْمى بِهَا كُلُّ غَادَةٍ خَفِرَهْ

والنِّيْلُ مُسْتَكْمِلٌ زِيَادَتَهُ

مِثْلَ دُرُوعِ الكُمَاةِ مُنْتَثِرَهْ

تَغْدُو الزَّوَارِيْقُ فِيْهِ مُصْعِدَةً

بِنَا وَطَوْرَاً تَرُوحُ مُنْحَدِرَهْ

والكَأسُ يَسْعَى بِهَا مُذَكَّرَةٌ

أَرْدَانُهَا بِالعَبِيْرِ مُخْتَمِرَهْ

بِكْرَانِ لَكِنْ لِهَذِهِ مِائَةٌ

وَتِلْكَ ثِنْتَانِ واثْنَتَا عَشَرَهْ

يَا لَيْتَنِي لَمْ أَرَ العِرَاقَ وَلَمْ

أَسْمَعْ بِذِكْرِ الأَهْوَازِ وَالبَصَرَهْ

تَرْفَعَنِي بَلْدَةٌ وَتَخْفِضُنِي

أُخْرَى فَمَنْ سَهْلَةٍ وَمِنْ وَعِرَهْ

فَتَارَةٌ فَوْقَ ظَهْرِ سَلْهَبَةٍ

قَطَاتُهَا بِالبِدَادِ مُنْعَقِرَهْ

وَتَارَةً فِي الفُرَاتِ طَامِيَةً

أَمْوَاجُهُ كَالْجِبَالِ مُعْتَكِرَهْ

حَتَّى كَأَنَّ البِعَادَ يَعْشَقُنِي

أَوْ طَالَبتْنِي يَدُ النَّوَى بِتِرَهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن كشاجم

avatar

كشاجم حساب موثق

العصر العباسي

poet-kashajim@

378

قصيدة

1

الاقتباسات

117

متابعين

محمود بن الحسين (أبو ابن محمد بن الحسين) بن السندي بن شاهك، أبو الفتح الرملي، المعروف بكشاجم. شاعر متفنن، أديب، من كتّاب الإنشاء. من أهل (الرملة) بفلسطين. فارسي الأصل، كان أسلافه ...

المزيد عن كشاجم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة