الديوان » العصر المملوكي » مالك بن المرحل » الله أكبر في منار الجامع

عدد الابيات : 55

طباعة

اللهُ أكبرُ في منارِ الجامعِ

من سبتةٍ تأذينَ عبد خاشع

اللهُ أكبرُ للصلاة أقيمُها

بين الصفوفِ من البلاطِ الواسعِ

اللهُ أكبر مُحرماً وموجهاً

وجهي إلى ربي بقلب خاشع

الحمدُ للّه السلامُ عليكمُ

آمين لا تفتح لكلِّ مخادعِ

إنّ النساءَ خدعنني ومَكَرْنَ بي

وملأنَ من ذكر النساءِ مسامعي

حتى وقعتُ وما وقعتُ لجانب

لكنْ على رأسي لأمر واقعِ

واللّهِ ما كانت إليه ضرورة

لكنَّ أمرَ اللّه دونَ مُدافعِ

فخطبْنَ لي في بيتِ حُسنٍ قلنَ لي

وكذبنَ بلْ هوَ بيت قبحٍ شائعِ

بكراً زعمن صغيرةً في سنّها

حسناءَ تُسفرُ عن جمالٍ بارعِ

خَوْد لها شعرٌ أثيثٌ حالكٌ

كالليلِ يجلو عن صباحٍ ساطعِ

حوراءُ يرتاعُ الغزال إذا رنتْ

بجفون حشفٍ في الخمائل راتعِ

تتلو الكتاب بغنّة وفصاحةٍ

فيميلُ نحوَ الذكر قلبُ السامعِ

بسَّامةٌ عن لؤلؤ متناسق

من ثغرها في نظمه المتتابعِ

أنفاسُها كالراح فُضَّ ختامها

من بعد ما خُتمت بمسكٍ رائعِ

غيداءَ كالغصنِ الرطيب إذا مشت

ناءَتْ بردفٍ للتعجل مانعِ

تخطو على رِجْلي حمامة أيكة

مخضوبة تُصبي فؤاد الخاشعِ

ووصفنَ لي من حُسنها وجمالها

ما البعضُ منه يُقيم عذرَ الخالعِ

فدنوتُ واستأمنتُ بعد توحّش

وأطاعَ قلبٌ لم يكن بمطاوعِ

فحملنني نحو الوليّ وجئنني

بالشاهدين وجلد كبشٍ واسعِ

وبغرفة من نافع لتفاؤلٍ

واللهِ عزَّ وجلَّ ليس بنافعِ

فشرطنَ أشراطاً عليَّ كثيرةً

ما كنتُ في حملي لها بالطائعِ

ثم انفصلتُ وقد علمتُ بأنني

أوثقت في عنقي لها بجوامعِ

وتركنني يوماً وعدنَ وقلنَ لي

خذ في البناءِ ولا تكنْ بمدافعِ

واصنعْ لها عرساً ولا تحوج إلى

قاضٍ عليك ولا وكيل رافعِ

فقرعتُ سنّي عندَ ذاك ندامةً

ما كنتُ لولا أن خُدعت بقارعِ

ولزمنني حتى انفصلتُ بموعدٍ

بعد اليمين إلى النهار الرابعِ

فلو انني طلّقتُ كنتُ موفقاً

ونفضتُ من ذاك النكاح أصابعي

لكنْ طمعت بأن أرى الحسن الذي

زوّرن لي فدممتُ سوءَ مطامعي

فنظرتُ في أمر البناء مُعجّلاً

وصنعتُ عُرساً يالهامِنْ صانعِ

وطمعتُ أن تُجلى وأبصر وجهها

وتقرُّ عيني بالهلال الطالعِ

فذكرنَ لي أن ليسَ عادةُ أهلها

جَلْوَ العروس وتلك خدعةُ خادعِ

وظننتُ ذاكَ كما ذكرنَ ولم يكنْ

وحصلتُ منه في مقام الفازعِ

وحملنني ليلاً إلى دار لها

في موضع عن كلِّ خير شاسعِ

دار خراب في مكان موحش

ما بينَ آثار هناكَ بلاقعِ

فقعدتُ في بيتٍ صغير مُظلم

لا شيءَ فيه سوى حصير الجامعِ

فسمعتُ حساً عَنْ شمالي مُنكراً

وتنحنحاً يحكي نقيقَ ضفادعِ

فأردتُ أن أنجو بنفسي هارباً

ووثبتُ عند الباب وثبةَ جازعِ

فلقيتهنَ وقد أتينَ بجذوةٍ

فرددنني وحبسنني بمجامعِ

ودخلنَ بي للبيت واستجلسنني

فجلستُ كالمقرور يوم زعازعِ

وأشرنَ لي نحو السماء وقُلنَ لي

هذي زويبعةُ وبنت زوابعِ

هذي خليلتُك التي زوجتها

فاجلس هنا معها ليوم السابعِ

وتهنأ النُّعمى التي خولتها

فلقدْ حصلتَ على رياضٍ يانعِ

فنظرتُ نحو خليلتي متأملاً

فوجدتُها محجوبةً ببراقعِ

وأتيتُها وأردتُ نزع خمارها

فغدتْ تدافعني بجدٍ وازعِ

فوجأتُها في صدرها ونزعته

وكشفتُ هامتها بغيظ صارعِ

فوجدتُها قرعاءَ تحسبُ أنها

مقروعةُ في رأسها بمقارعِ

حولاء تنظرُ قرنها في ساقها

فتخالها مبهوتة في الشارعِ

فطساءَ تحجو أن روثةَ أنفها

قطعت فلا شلّت يمين القاطعِ

صماءَ تُدْعى بالبريح وتارةً

بالطبلِ أو يؤتى لها بمقامعِ

بكماءَ إن رامت كلاماً صوّتتْ

تصويتَ معزى نحو جدي راضعِ

عرجاءَ إن قامتْ تُعالج مشيها

أبصرت مشية ضالع أو خامعِ

فلقيتها وجعلتُ أبصقُ نحوها

وأفرُّ نحو دُجى وغيث هامعِ

حيرانَ أعدو في الزقاقِ كأنني

لصٌ أحسَّ بطالب أو تابعِ

حتى إذا لاحَ الصباحُ وفتحوا

بابَ المدينة كنتُ أول كاسعِ

واللّه مالي بعدَ ذاكَ بأمرها

علمٌ ولا بأمور بيتي الضائعِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مالك بن المرحل

avatar

مالك بن المرحل حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Malik-ibn-al-Murahhal@

162

قصيدة

37

متابعين

مالك بن عبد الرحمن بن فرج ابن الأزرق، أبو الحكم، المعروف بابن المرحل. أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولي القضاء بجهات غرناطة وغيرها. من موالي بني ...

المزيد عن مالك بن المرحل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة