الديوان » العصر المملوكي » مالك بن المرحل » ألف أجل الأنبياء نبي

ألفٌ أجلُ الأنبياءِ نبيٌ
بضيائه شمسُ النهار تضيءُ
وبه يؤمل محسنٌ ومسيءُ
فضلاً من الله العظيم عظيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
باءٌ بدا في أفق مكةَ كوكبا
ثم اعتلى فجلا سناهُ الغيهبا
حتى أنارَ الدهر منه وأخصبا
إذ كان فيضُ الخير منه عميما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
تاءٌ تبيّنتُ الهدى لما أتى
فنفى الشريك عن القديم وأثبتا
أحديه من حادٍ عنها قد عتا
وتلا كلاماً للكريم كريما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
ثاءٌ ثوىَ في الأرض منهُ حديثُ
في كل أفق طيبه مبثوث
داعٍ بأنواع الهدى مبعوثُ
يتلو نجوماً أو يهز نجوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
جيمٌ جلا بسراجه الوهاجِ
ما جنَّ من ليل الظلام الداجي
وسقى القلوبَ بمائه الثجاج
فأصارها بعدَ الغموم غميما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
حاءٌ حمى دينَ الهدى بصفائحٍ
وسما بشمّ كالجبال أراجح
من كلِّ أزهر هاشمي واضح
لولا نداه غدا النبات هشيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
خاءٌ خبتْ نيرانُ جهلٍ شامخ
آياتُ علمٍ للرسالة راسخ
من مثبت ماحٍ ومنسٍ ناسخ
قد خصَّ بالذكر الحكيم حكيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
دالٌ دعا فأجاب كلُّ سعيد
وأتى بوعد صادق ووعيد
حتى أقر الناسُ بالتوحيد
وتجنّبوا الإشراك والتجسيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
ذالٌ ذبابُ حسامه مشحوذُ
للناكثين وعهدهم منبودْ
أما السعيدُ فبالنبي يلوذُ
فيُدال من ذلِّ الشقاء نعيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
راءٌ روينا عن ذوي الأخبار
أن الندى والبأس مع إيثار
بعضُ صفات المصطفى المختار
كمْ قد تقدَّم بالأنام زعيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
زايٌ زعيمٌ بالنزال عزيز
وبليغ معنى في المقال وجيز
فلقوله من فعله تعزيزُ
ولربما عادَ الكلام كلوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
سينٌ سلامٌ كالنفيس تنفسا
وقد اجتنى ورداً وصافح نرجسا
أهدي إليه في الصباح وفي المسا
بقصائد كادتْ تكون نسيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
شينٌ شمائلُه الكريمةُ تعطشُ
من كانَ من سكر المحبة يرعش
لكنْ أضاع العمرَ فيما يوحشُ
فغدتْ ندامتُه عليه نديما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
صادٌ صفيٌّ للإلهِ ومخلصٌ
ومقرّب ومفضّل ومخصّصُ
ذهبٌ سبيك وزنه لا ينقصُ
قد طابَ خيماً في الورى وأروما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
ضادٌ ضمينُ نصحه ممحوضٌ
ضافي القراءة بالعلوم يفيضُ
إن غاضَ ماءُ البحر ليسَ يغيض
لما استمر زلالهُ تسنيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
طاءٌ طويلُ السيف متسعُ الخطا
رحبُ الذراع ومن يَمدُّ لهم سطا
يُردي العدا وإذا ارتدى متخمطا
يُبْرى عذاباً إذ ألام أليما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
ظاءٌ ظهيرٌ للعبادِ حفيظُ
حظٌ له أدبُ العباد حظيظ
حقٌّ له التأبينُ والتقريظ
ميتاً وحيّاً ظاعناً ومقيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
عينٌ عزيزٌ ذكره مرفوعٌ
في الأنبياء وقوله مسموعٌ
مشروح صدر حبه مشروع
من لا يَدين بذاك كان ذميما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
غينٌ غَزَا من زاغَ عنه ومن طغى
وغدا يشب لمن طغى نار الوغى
حتى أقامت من عصى بعد الصغا
وتقوِّم النار العصا تقويما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
فاءٌ فواتحُ سورة الأعراف
وبراءةُ والرعد والأحقاف
أحظته بالأقسام والأوصاف
فمتى توفي حقه منظوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
قافٌ قوافي النظم عنه تضيقُ
أيطيقه الإنسان ليس يطيقُ
فالخلقُ في التقصير عنه خليقُ
ولو انهم ملأوا الفضاء رقوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
كافٌ كريمُ العنصرين مباركُ
متفرّد بالجاهِ ليس يُشارك
فهو الذي بمقامه يُتدارك
والهولُ يغدو مقعداً ومقيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
لامٌ لهُ عقد اللواء الأحفل
وله الشفاعةُ في غدا إذ تُسأل
وإذا دعا فدعاؤه مُتقبَّل
حق الرحيم بأن يرى مرحوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
ميمٌ ملائكةُ الإله تسلّم
فوجا عليه إذ بدا وتعظّم
ويمرُّ جبريلُ بها يتقدّم
فيضاعفُ التعظيمَ والتكريما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
نونٌ نبىءٌ جاءنا ببيانِ
وبمعجزات أبرزت لعيانِ
وبحسبه أن جاء بالقرآنِ
يَشْفي قلوباً تشتكي وجسوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
هاءٌ هوَ الهادي الذي افتتح النهى
فتفكرتْ في مِلك من رفعَ السُّها
وقضى بحدٍّ للأمور ومنتهى
فأفادها النظر السديد عموما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
واوٌ وهي ركنُ التجلد بل هوى
لما ثوى في التُرب من بعد التوى
فحوى الضريحَ الرحبَ نجما ما غوى
أجرى من ا لدمع السجوم سجوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
لامٌ لأجلكَ فاضَدمعي جَدْولا
فاخضرَّ آسُ أساك إذ يبس الكلا
يا خيرَ من كلأَ المكارم والعُلا
وحمىَ الحمىَ ورمىَ فأعمى الروما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
ياءٌ يُحيه ويَسقيه الحيَا
ربّ العبادِ مجازياً وموفيا
ومُشرفاً ومُسلماً ومُصلياً
يا مسلمون ورثتمو التسليما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مالك بن المرحل

avatar

مالك بن المرحل حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Malik-ibn-al-Murahhal@

162

قصيدة

36

متابعين

مالك بن عبد الرحمن بن فرج ابن الأزرق، أبو الحكم، المعروف بابن المرحل. أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولي القضاء بجهات غرناطة وغيرها. من موالي بني ...

المزيد عن مالك بن المرحل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة