الديوان » العصر العباسي » المتنبي » خذ في البكا إن الخليط مقوض

عدد الابيات : 30

طباعة

خُذْ في البُكَا إنّ الخَليطَ مُقَوِّضُ

فمُصَرِّحٌ بِفِراقِهِمْ ومُعَرِّضُ

وأَذِبْ فُؤَادَكَ فَالنَّصيرُ على النَّوَى

عَينٌ تَفيضُ ومُهجةٌ تتفضَّضُ

هَاتيكَ أَحْدَاجٌ تُشَدُّ وهَذهِ

أطْنَابُ أخْبِيةٍ تُحَلُّ وتُنْقَضُ

وورَاءَ عيسِهِمُ المُنَاخَةُ عُصْبةٌ

أكْبادُهُم وهُمُ وقُوفٌ تركُضُ

وقفُوا وأَحْشَاءُ الضَّمَائِرِ بالأسَى

تُحشَى وأوْعيةُ المَدَامِعِ تَنْفُضُ

يَتَخافتُونَ ضَنىً فَمُطْلِقُ أَنَّةٍ

ومُطَامِنٌ من زفرةٍ ومُخَفِّضُ

قبضُوا بأَيدِيهِمْ علَى أكبادِهِمْ

والشَّوقُ ينزِعُ من يدٍ ما تَقبِضُ

فإذَا هُمُ أَمِنُوا المُرَاقِبَ صَرَّحُوا

بِشَكاتِهِمْ وإنْ اسْتَرابُوا أعْرَضُوا

رَحَلُوا وآراءُ البُكَاةِ ورَاءَهُمْ

شَتَّى فَسَافِحُ عَبْرَةٍ ومُغيّضُ

أتْبَعْتُهُمْ نَفَساً ودَمْعاً نَارُ ذا

يشْوي الرِّياضَ وماءُ ذَاكَ يُروّضُ

مَنْ نَاشِدٌ لي بالعَقِيقِ حُشَاشةً

طَاحَتْ ورَاءَ الرَّكبِ سَاعةَ قَوَّضُوا

لمْ تَلْوِ راجِعَةً ولَمْ تلْحَقْ بِهِمْ

حتَّى وَهَتْ ممّا تُطيحُ وتنهَضُ

أَتُرَى رُمَاتُهُمُ درَوا مَنْ أوغَلُوا

في قَلبِهِ تلْكَ السِّهَامَ وخَضْخضُوا

يا قَدْ رَضِيتُ بِمَا أَرَاقُوا مِنْ دَمِي

عَمْداً علَى سُخْطِ القَبيلِ فهَلْ رَضُوا

فَهَنَاهُمُ صَفْوُ الزُّلالِ وإنْ هُمُ

بالرِّيقِ يَومَ وَداعِهِمْ لي أجْرَضُوا

باتُوا أَصِحَّاءَ القُلُوبِ وعندنَا

منهُمْ علَى النأْي المُعلُّ المُمْرِضُ

يا صَاحِ أنْتَ المسْتَشَارُ لِمَا عَرَا

من حَادِثِ الأيَّامِ والمُسْتنهضُ

أشْكُو إليكَ صَبَاً يُعِينُ على دَمِي

بَرْقاً تَأَلَّقَ بعدَ وَهْنٍ يُومِضُ

فَمَنِ المُذِمُّ علَى المحَاجِر من سَنَا

بَرْقٍ كصِلِّ الرَّملِ حينَ يُنْضنِضُ

قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ

لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ

نُشِرَتْ لَهُ لَيلاً على عَذْبِ الحِمَى

حُلَلٌ تُذهَّبُ تارةً وتُفضَّضُ

أحْيَا الدُّجَى نَبْضاً وأَفْنَانِي فَمَا

أجْلَى سَنَاهُ وفيَّ عِرْقٌ ينبِضُ

وبمُنْحَنَى الجرْعَاءَ حَيٌّ ثَوَّرُوا

بالقَلْبِ سَائِرةَ الظُّعُونِ وأَرْبَضُوا

ولَقَدْ دعَوتُ ووجْهُ شَوقي مُقْبِلٌ

بِهِمُ ووجهُ الصَّبْرِ عنِّي مُعْرِضُ

رُدُّوهُ أَحْيَ بِرَدِّهِ أو فالحَقُوا

كُلِّي بِهِ فالحَيُّ لا يتَبعَّضُ

نَفُسُوا بِردِّهِمُ النَّفيسِ وعَوَّضُوا

عَنْهُ الأسَى بُعْداً لِمَا قَد عَوَّضُوا

لَمْ يألَفُوا كَنَفَ العَقِيقِ وإِنَّمَا

شَتُّوا بأَرْبَاعِ الضَّمِيرِ وقَيَّضُوا

يا صَاحِ هَلْ يَهَبُ التَّجلَّدَ وَاهِبٌ

أو تُقرِضُ السُّلْوانَ عنهُ مُقْرِضُ

وأبِي لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ وما بَقَى

بِيديَّ من سَيفِ التجلُّدِ مِقْبَضُ

أنْفَضْتُ من زَادِ السُّلُوِّ وما عَسَى

يبقَى عُقَيبَ نَفَادِ زَادٍ مُنْفِضُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


أطْنَابُ أخْبِيةٍ

أطناب: الحبال التي تشد الخيمة. أخْبِيةٍ: جمع مفردها خِباء و هي الخيمة التي تنصب على عمودين أو ثلاثة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو unknown


أَحْدَاجٌ

جمع مفردها الحِدجْ و هي الحِمل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو unknown


اسْتَرابُوا

استراب الشخص أي شكّ فيه و رأى منه ما يريبه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أبو حذيفة


عيسِهِمُ

جمع أعيسُ وعيساءُ: إبل بيض يخالط بياضها شُقْرة، وهي كرائِم الإبل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أبو حذيفة


عُصْبةٌ

الجماعة من الناس أَو الخيل أَو الطير

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أبو حذيفة


ضَنىً

الضَّنَى : المرضُ أَو الهُزالُ الشديد

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أبو حذيفة


أَنَّةٍ

(مصدر أَنَّ) كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّتَهُ مِنْ بَعيدٍ : أَنينَهُ، أَيْ ما يَصْدُرُ عَنِ الإِنْسانِ مِنْ صَوْتٍ خافِتٍ في لَحَظاتِ الألَمِ والتَّوَجُّعِ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أبو حذيفة


حُشَاشةً

حُشاشةً: بقايا الروح.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو Mer


قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ

البيت يقول: قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ شرح البيت يتحدث الشاعر هنا عن شيء مضطرب ومضطرب الوميض، ربما يشير إلى النجم أو البرق أو شيء مشابه. يتميز هذا الشيء بعدم استقراره، فهو لا يغمض طرفه، أي لا يرتاح أو يهدأ، سواء في الليل أو في أي وقت آخر. الشاعر يصف استمرار اضطراب هذا الكائن أو الظاهرة، حيث إن حتى المحاجر (العيون) التي يُتوقع أن تُغمض لا تغمض. الشاعر يعبر عن حالة من التوتر أو الاضطراب الدائم من خلال تصوير شعري متقن. هل يحتوي البيت على تشبيه منفي؟ نعم، يمكن أن نجد في البيت تشبيهاً منفياً إذا تأملنا التعبير: "فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ" هنا ينفي الشاعر أن يكون لهذا الكائن (الوميض القلق) صفة الغمض أو الراحة، ويستخدم هذا النفي للإشارة إلى صفته المعاكسة، وهي الحركة الدائمة أو القلق المستمر. وكذلك في: "ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ" ينفي أن يسمح لأي عين بالغمض أو النوم، مما يعزز الصورة السلبية لهذه الحالة. إذن، التشبيه المنفي موجود في نفي صفة السكون (غمض الطرف) عن الموصوف (الوميض القلق)، وهذا يتناسب مع مفهوم التشبيه المنفي في استخدام عناصر التشبيه لنفي صفة معينة وإبراز ضدها.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يعقوب قلج


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

7844

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة