الديوان » الأردن » محمد خضير » قلبٌ عاقر

يا قلبُ
هذا الحملُ يكذبُ!
قُمْ تقيّـأ فكرةَ الحبِّ الَّلقيطِ
وقلْ: أنا في الحُبِّ عاقرْ!
بلْ حبلُكَ السُريُّ
محضُ غوايةٍ
ما عاشقٌ
إلا قضى موتًا بهِ
وسَلِ الأُلى سَكنوا المقابرْ!
قُم توضأْ...
واغسل الأرجاسَ عنكَ
فكيفَ ترضى
أنْ تعيشَ الحبَّ طفلًا
يرضَعُ الأوهامَ من ثدي السّرابْ!
يا قلبُ
كم طافَ الغريبُ
مناجيًا رَحِمَ البقاءْ
كمْ حاولَ الإجهاضَ
خوفَ ملامةٍ
أو خوفَ وأْدِ الحُبِّ
في جُبِّ اللئامْ
هي صدفةٌ...
قادتكَ نحو البحرِ
كي تبتلَّ من ريقِ السّحابْ!
هي صدفةٌ...
أودتْ بأحلامٍ لنا
واستنشقتْ ملءَ الفراغِ هواءَنا
فتوسَّدَ الأغرابُ طيبَ سُباتها
ثمَّ استفاقوا
مثلَ عنقاءِ الرمادْ!
كمْ قلتُ لكْ:
ماذا ستفعلُ بالجنينِ
إذا أتى يحبو
وضَرعُ القلبِ جفَّ سبيلهُ
وتضاءلتْ منكَ اليدانِ!
وكيفَ تحملُ روحَهُ شغفًا
إذا ما أطلقتْ منهُ الّلسانَ
وقالَ: أينكَ يا حبيبي؟
ماذا ستفعلُ
حين يأتي جامحًا
قد شبَّ مثل النارِ في عُنقِ الهواءِ
وصار كهلًا
فانطوى شَيْبُ الطريق يَؤزُّهُ
وابْيَضَّ وجهُ العابرينْ!
ماذا ستفعلُ
إنْ أتاكَ مُلوِّحًا رجلٌ غريبٌ
في ثياب القهر يرجو طفله:
الطفلُ ليْ!
ماذا ستفعلُ
إنْ بَكاكَ مودِّعًا... ومَضى
كلحنٍ عابرٍ ضلَّ الكلامْ؟
كم قلتُ لكْ:
أنجبْ وليدكَ من قصائدكَ التي
فرَّت بعُمر الورْدِ
قبلَ مَواتها.
كمْ قلتُ لكْ:
لا تتبعنَّ الحُبَّ
إن صارَ الوفاءُ خطيئةً
في عُرْفِ أولاد... الغَرامْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد خضير

avatar

محمد خضير حساب موثق

الأردن

poet-Muhammad-Khudair@

57

قصيدة

68

متابعين

محمد خضير وُلد في العام 1968م، لعائلة فلسطينية لجأت إلى مخيّم الطالبيّة جنوب عمّان، عضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتّاب الأردنيين وأمين النشر والإعلام فيها، ومدير تحرير مجلة أوراق الصادرة عنها ...

المزيد عن محمد خضير

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة