الديوان » العصر الايوبي » العماد الأصبهاني » أقسمت لا جزت الكمال مودة

عدد الابيات : 19

طباعة

أَقسمتُ لا جُزْتُ الكمالَ مودَّةً

إنَّ الذي جازَ الكمال لناقصُ

أَختصُّهُ بالودِّ من دونِ الورى

فله عليهم ميزةٌ وخَصائصُ

صدَقَتْ عقيدتُهُ وعُقدةُ صدقهِ

لمّا تُحَلَّ وسِرُّهُ لي خالصُ

عَزَّ الصديقُ فإنْ قَنَصْتَ صداقةً

صُنْها فإنَّ الأَصدقاءَ قنائصُ

تَفْدِيكَ أَشخاصٌ وجوهُ ودادهم

سَفَرَتْ وأَحداقُ الحقودِ شَواخصُ

هجّرْتُ في ظلِّ السُّكونِ إليهمُ

في الحادثاتِ وكلُّ ظِلٍ قالصُ

أَقرضتهم حُسنَى فجاوزني بها

سوأَى وكلٌّ قارضٌ أو قارصُ

كالماءِ بانَ الظلُّ معكوساً به

فبدتْ مكانَ الرُّوسِ منه أَخامِصُ

قل للثّعالبِ لا تَغُركِ خلوةٌ

في الغابِ لمّا غاب عنه فُرافصُ

سيعودُ في طلبِ الفرائسِ ضيغمٌ

ذو سطوةٍ وستقشعرُّ فرائصُ

كلٌّ لعَقْدِ يمينه لي ناكثٌ

كلٌّ على عَقبِ المودَّةِ ناكص

ولهم عقائدُ ملؤهنَّ حقائدٌ

عُقَدُ النِّفاقِ كأنهنَّ عقائصُ

فرعُ المَعيبِ الأصلِ يحكي أصلَهُ

وله مَعايبُ مثلهُ ونقائصُ

جَهْمٌ مُحيّاه خبيثٌ عِرضُه

لؤماً وعارِصهُ جَهامٌ ناشصُ

أَنتَ الذي أَنجدتَني بنصيحةٍ

إذ صَرْفُ دهري عارقٌ لي واهصُ

ما خبتُ حينَ فحصتُ عن مكنونهِ

ظنّاً ألا إنَّ الصّديقَ لفاحصُ

وأَفاضَ لي سَجْلاً رِشاءُ وفائهِ

كرماً وأَرشيةُ الجميعِ موالصُ

كم غصتُ حتى حزتُ ودَّكَ أَبحراً

ولربّما حازَ اليتيمةَ غائصُ

سأزُمُّ نحوكَ للِّقاءِ قلائصاً

يا خيرَ من زُمّتْ إليه قلائصُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العماد الأصبهاني

avatar

العماد الأصبهاني حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Al-Imad-Al-Asbahani@

176

قصيدة

42

متابعين

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن ألُه، أبو عبد الله، عماد الدين الكاتب الأصبهاني. مؤرخ، عالم بالأدب، من أكابر الكتاب. ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب ...

المزيد عن العماد الأصبهاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة