الديوان » العصر الاموي » المتوكل الليثي » صرمتك ريطة بعد طول وصال

عدد الابيات : 71

طباعة

صَرَمتكَ رَيطَةُ بَعدَ طولِ وِصالِ

وَنأتكَ بعدَ تَقَتُّلٍ وَدَلالِ

عَلِقَ الفُؤادُ بِذكرِ رَيطَةَ إِنَّهُ

شُغُلٌ أُتيحَ لَنا مِن الأَشغالِ

أسَديَّةٌ قذفَت بِها عَنكَ النَّوى

إِنَّ النَّوى ضَرّارةٌ لِرجالِ

بَل حالَ دونَ وِصالِها بَعضُ الهَوى

وَتَبدَّلَت بدَلاً مِن الأَبدالِ

إِنَّ الغَواني لا يَدُمنَ وَإِنَّما

موعودُهُنَّ وَهُنَّ فيءُ ظِلالِ

حاشى حَبيبَةَ إِنَّما هيَ جَنَّةٌ

لَو أَنَّها جادَت لَنا بِنوالِ

خَلطَت مَلاحَتَها بِحُسنِ تَقتُّل

وَفخامَةٍ لِلمُجتَلي وَجَلالِ

صَفراءُ رادِعَةٌ تُصافي ذا الحِجى

وَتَعافُ كُلَّ مُمَزَّحٍ بَطّالِ

زعمَ المُحَدِّثُ أَنَّها هيَ صَعدَةٌ

عَجزاءُ خَدلَةُ موضعِ الخَلخالِ

خَودٌ إِذا اِغتَسلَت رأَيتَ وِشاحَها

فَوقَ البَريمِ يَجولُ كُلَّ مَجالِ

لا تَبتَغي مِقَةً إِذا اِستَنطَقتَها

إِلا بِصِدقِ مَقالَةٍ وَفَعالِ

ليست بآفِكَةٍ يَظَلُّ عَشيرُها

مِنها وَجارُ الحَيِّ في بَلبالِ

أَبلِغ حَبيبَةَ أَنَّني مُهدٍ لَها

وُدّي وَإِن صَرَمَت جَديدَ حِبالي

إِنّي امرؤٌ لَيسَ الخَنا مِن شِيمَتي

وَإِذا نَطقتُ نَطقتُ غَيرَ عيالِ

نَزلت حَبيبَةُ مِن فُؤادي شُعبَةً

كانَت حِمىً وَحشاً مِن النُّزَّالِ

وَوَفَت حَبيبَةُ بالَّذي اِستَودَعتُها

وَركائِبي مشدودَةٌ برحالي

لا تَطنُزي بي يا حَبيبُ فَإِنَّني

عَجِلٌ لِمَن يَهوى الفِراقَ زَوالي

كَم مِن خَليلٍ قَد رَفَضتُ فَلَم يَجِد

بَعدي لموضِع سِرِّهِ أَمثالي

أَبدى القَطيعَةَ ثُمَّ راجَع حِلمَهُ

بَعدَ استِماعِ مقالَةِ الجُهّالِ

إِنّي امرؤٌ أَصِلُ الخَليلَ وَإِن نأى

وَأَذُبُّ عَنهُ بِحيلَةِ المُحتالِ

مَن يُبلِني بالوُدِّ يَوماً أجزِهِ

بِالقَرضِ مِثلَ مثالِه بِمِثالي

فَصِلي حَبيبَتَنا وَإِلا فاِصرمي

أَعرِف وَتَقصُرُ خُطوَتي وَسُؤالي

واعصي الوُشاةَ فَقَد عَصَيتُ أَقارِبي

وَوَصَلتُ حَبلَكِ واِرعوى عُذّالي

مَن تُكرمي أُكرِم ومن يَكُ كاشِحاً

يَعلَم وَراءَكِ بالمَغيبِ نِضالي

بَل كَيفَ أَهجُركم وَلَم تَرَ مِثلَكُم

عَينَيَّ في حَرَمٍ وَلا إِحلالِ

أَنتِ المُنى وَحَديثُ نَفسي خالياً

أَهلي فِداؤُكِ يا حَبيبُ وَمالي

هَل أَنتِ إِلّا ظَبيَةٌ بخَميلةٍ

أَدماءُ تَثني جيدَها لِغَزالِ

تُسبي الرِّجالَ بِذي غُروبٍ بارِدٍ

عَذبٍ إِذا شرعَ الضَّجيعُ زُلالِ

كالأُقحُوانِ يَرِفُّ عَن غِبِّ النَّدى

في السَّهلِ بَينَ دَكادِكٍ وَرِمالِ

وَإِذا خَلوتَ بِها خلوتَ بِحُرَّةٍ

رَيّا العِظامِ دَميثَةٍ مِكسالِ

نِعمَ الضَجيعُ إِذا النُّجومُ تغوَّرَت

في كُلِّ لَيلَةِ قرَّةٍ وَشمالِ

تُصبي الحَليمَ بعينِ أَحوَر شادِنٍ

تَقرو دوافِعَ رَوضَةٍ مِحلالِ

وَبواضِحِ الذِّفرى أَسيلٍ خَدُّهُ

صَلتِ الجَبينِ وفاحمٍ مَيّالِ

وَبِمعصَمٍ عَبلٍ وَكفّ طَفلَةٍ

وَروادفٍ تَحتَ النِّطاقِ ثِقالِ

أَسَدِيَّةٌ يَسمو بِها آباؤُها

في كُلِّ يَومِ تَفاخُرٍ وَنِضالِ

بَينَ القصيرَةِ وَالطويلَةِ بَرزَةٌ

لَيسَت بِفاحشَةٍ وَلا مِتفالِ

كالشمسِ أَو هِي أَسوى إِذ بَدَت

في الصَّحوِ غِبّ دُجُنَّةٍ وَحِلالِ

إِن تُعرِضِي عَنّا حَبيبُ وَتَبتَغي

بَدلاً فَلَستُ لَكُم حَبيبُ بقالي

هَل كانَ ودُّكِ غَيرَ آلٍ لامِعٍ

يَغشى الصُّوى وَيَزولُ كُلَّ مَزالِ

قَد كانَ في حِجَجٍ مضينَ لِعاشِقٍ

طَلَبٌ لِغانيَةٍ وَطولُ مِطالِ

أَسَئِمتِ وَصلي أَم نَسيتِ مَودَّتي

إِيّاكِ في حِجَجٍ مضينَ خَوالِ

إِلا يَكُن وُدّي يُغيِّرهُ البِلى

وَالنأيُ عَنكِ فَإِنَّ وُدَّكِ بالي

مَنَّيتِني أُمنيَّةً فَتَرَكتُها

وَرَكبتِ حالاً فاِنصرفتُ لِحالي

يا صاحِبَيَّ قِفا عَلى الأَطلالِ

أَسَلِ الديارَ وَلا تَرُدُّ سُؤالي

عَن أَهلِها إِنّي أَراها بُدِّلَت

بقَرَ الصَّريمَةِ بَعدَ حَيّ حلالِ

قَد كُنتُ أَحسِبُ أَنَّني فيما مَضى

مَن يَسلُ أَو يَصبِر فَلَستُ بِسالي

تَمشي الرئالُ بِها خَلاء حولَها

وَلَقَد أراها غَيرَ ذاتِ رِئالِ

فَسَقى مساكِنَ أَهلِها حَيثُ اِنتوَت

صَوبُ الغَمامِ بواكِفٍ هَطّالِ

رَدَّ الخَليطُ جِمالَهم فَتَحَمَّلوا

لِلبَينِ بَعدَ الفَجرِ والآصالِ

وَحَدا ظعائِنَهم أَجَشُّ مشَمِّرٌ

ذو نيقَةٍ في السيرِ وَالتَّنزالِ

رَفَعوا الخُدورَ عَلى نَجايبَ جِلَّةٍ

مِن كُلِّ أَغلبَ بازِلٍ ذَيّالِ

مُتَدافِعٍ بالحملِ غَيرَ مواكِلٍ

شَهمٍ إِذا اِستَعجلته شِملالِ

يَرمي بِعَينيهِ الغُيوبَ مُفَتَّلٍ

رَحبِ الفُروجِ عُذافِرٍ مِرقالِ

طَرَقَت حَبيبَةُ وَهيَ فيهم موهنِاً

إِنَّ المُحِبَّ مُخالِطُ الأَهوالِ

فاِشتَقتُ وَالرجلُ المُحِبُّ مُشَوَّقٌ

وَجَرى دُموعُ العَينِ في السِّربالِ

لَم تَسرِ لَيلَتها حَبيبَةُ إِذ سَرَت

إِلا لتَشغَفَنا بطَيفِ خَيالِ

أَنّى اِهتَديتِ لفتيَةٍ غِبَّ السُّرى

قَد خَفَّ حِلمُهُم مَعَ الإِرمالِ

متوسِّدي أَيدي نَواعِجَ ضُمَّرٍ

مُتَضَمِّناتِ سآمةٍ وَكَلالِ

وَضعوا رِحالَهُم بخَرقٍ مجهَلٍ

قَمنٍ مطالِعُهُ مِن الإِيغالِ

تَرمي خيامَهُم شَمالٌ زَعزَعٌ

وَتَطيرُ بَينَ سَوافِلٍ وَعَوالِ

مِن كُلِّ ممهولِ اللبانِ مقَلِّصٍ

ذي رونَقٍ يَعلو القيادَ طِوالِ

يَرقى وَيَطعَنُ في العِنانِ إِذا اِنتَهى

منه الحَميمُ وَهَمَّ بالإِسهالِ

لأياً بلأيٍ ما ينالُ غُلامُنا

مِنهُ مَكانَ مُعَذَّرٍ وَقَذالِ

في ضُمَّرٍ لَم يُبقِ طولُ قيادِنا

مِنهنّ غَيرَ جَناجِنٍ ومحالِ

يَردينَ في غَلَسِ الظَلامِ عَوابِساً

صُعرَ الخُدودِ تَكَدُّسَ الأَوعالِ

وَيُرينَ مِن خَلَلِ الغُبارِ إِذا دَعا

داعي الصَباحِ كَأَنَّهُنَّ مَغالي

وَالمَشرَفيَّةُ كُلُّ أَبيَضَ باتِرٍ

مِنها وآخَرُ مُخلَصٍ بِصِقالِ

إِذ لا تَرى إِلا كَميّاً مُسنَداً

تَحتَ العجاجِ مُلَحَّبِ الأَوصالِ

وَالخَيلُ عَقرى بَينَ ذاكَ كَأَنَّما

بِنُحورِها نَضحٌ مِن الجِريالِ

لِلطَّيرِ مِنها وَالسِّباعِ ذَخيرَةٌ

في كُلِّ مُعتَركٍ لَها وَمَجالِ

تُدني رِجالاً مِن مَواطِنَ عِندَها

أَجرٌ وَمُنقَطِعٌ مِن الآجالِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المتوكل الليثي

avatar

المتوكل الليثي حساب موثق

العصر الاموي

poet-AlMutawakil-AlLaithy@

27

قصيدة

2

الاقتباسات

36

متابعين

المتوكل بن عبد الله بن نهشل الليثي. من شعراء (الحماسة) اختار أبو تمام قطعتين من شعره. من إحداهما:( نبني، كما كانت أوائلنا..تبني، ونفعل مثل ما فعلوا) ويقال: إنها لغيره. وذكر ...

المزيد عن المتوكل الليثي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة