الديوان » العصر الأندلسي » ابن شهيد » قريب بمحتل الهوان بعيد

عدد الابيات : 28

طباعة

قَرِيبٌ بِمُحْتَلِّ الهَوانِ بعِيدُ

يجُودُ ويَشْكُو حُزْنَهُ فيُجِيدُ

نَعَى ضرَّه عِنْد الإِمامِ فيا له

عدُوٌّ لأَبْنَاءِ الكِرَامِ حسُودُ

وما ضَرَّهُ إِلا مُزَاحٌ ورِقَّةٌ

ثَنَتْهُ سفِيه الذِّكْرِ وهْو رشِيدُ

جَنَى ما جَنَى في قُبَّة الماءِ غَيْرُهُ

وطُوِّقَ منه بالعَظيمةِ جيدُ

وما فِيَّ إِلَّا الشِّعْر أَثْبَتَهُ الهَوى

فسارَ به في العالَمِين فَرِيدُ

أَفُوهُ بما لم آتِهِ مُتَعَرِّضاً

لحُسْنِ المعانِي تَارةً فأَزِيدُ

فإِنْ طال ذِكْرِي بالمُجُونِ فإِنَّنِي

شَقِىٌّ بِمَنظومِ الكَلامِ سعيدُ

وهَلْ كُنْتُ في العُشَّاقِ أَوَّل عاشِقٍ

هَوتْ بحِجاهُ أَعْيُنٌ وخُدُودُ

وإِنْ طَال ذِكْرِي بالمُجُونِ فإِنَّهَا

عَظائِمُ لم يصْبِرْ لهُنَّ جلِيدُ

فراقٌ وسِجْنٌ واشْتِياقٌ وذلَّة

وجبَّارُ حُفَّاظٍ عليّ عَتيدُ

فَمن مُبْلغُ الفِتْيان أَنِّيَ بعْدهُم

مُقِيمٌ بدارِ الظالِمِين طَرِيدُ

مُقِيمٌ بِدارٍ ساكنُوها مِن الأَذى

قِيامٌ على جمْرِ الحِمام قُعُودُ

ويُسْمعُ للجنَّانِ في جنَباتِهَا

بسِيطٌ كَتَرْجِيعِ الصَّدَى ونَشِيدُ

وما اهْتَزَّ بابُ السِّجْنِ إِلا تَفَطَّرتْ

قُلُوبٌ لنا خَوْف الرَّدى وكُبُودُ

ولَسْتُ بِذِي قَيْدٍ يرِقُّ وإِنَّما

على اللَّحْظِ مِن سُخْطِ الإِمامِ قُيُودُ

وقُلْتُ لصدَّاحِ الحمامِ وقد بكَى

على القَصْرِ إِلْفاً والدُّمُوع تجُودُ

ألا أَيُّها الباكِي على من تُحِبُّهُ

كِلانَا مُعنى بالخَلاءِ فَرِيدُ

وهل أَنْت دانٍ من مُحِبٍّ نأَى به

عن الإِلْفِ سُلْطَانٌ علَيْهِ شَدِيدُ

فَصفَّق مِن ريِش الجنَاحيْنِ واقِعاً

على القُرْبِ حتَّى ما علَيْهِ مزِيدُ

ومازال يُبْكِينِي وأُبكِيهِ جاهِداً

وللشَّوْقِ مِن دُونِ الضُّلُوعِ وقُودُ

إِلى أَن بكى الجُدْرانُ مِن طُولِ شَجْوِنا

وأَجْهَشَ بابٌ جانِباهُ حدِيدُ

أَطاعتْ أَمِير المُؤْمِنِين كَتائِبٌ

تَصرَّف في الأَحْوالِ كَيْف يُرِيدُ

فللشَّمْسِ عنها بالنَّهَارِ تَأَخُّرٌ

وللبدْرِ عنها بالظَّلامِ صُدُودُ

أَلا إِنَّها الأَيَّامُ تَلْعبُ بالفَتَى

نُحُوسٌ تهادى تارةً وسُعُودُ

وما كُنْتُ ذا أَيْدٍ فيُذْعِنَ ذُو قُوى

مِن الدَّهْرِ مُبْدٍ صرْفَهُ ومُعِيدُ

وراضَتْ صِعابِي سطْوةٌ علَوِيَّةٌ

لها بارِقٌ نَحْوَ النَّدى ورُعودُ

تَقُولُ التَّي مِن بَيْتِها خَفَّ مَرْكَبِي

أَقُربُكَ دان أَمْ نَوَاكَ بَعِيدُ

فقُلْتُ لها أَمْرِي إِلى من سَمَتْ به

إِلى المجْدِ آباءٌ له وجُدُودُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن شهيد

avatar

ابن شهيد حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-al-Shahid@

84

قصيدة

96

متابعين

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي، أبو مروان. وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها. ولد ومات بقرطبة. له (تاريخ) كبير يزيد على مئة جزء، بدأه ...

المزيد عن ابن شهيد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة