الديوان » العصر الأندلسي » ابن فركون » شمس العشية آذنت بغروبها

عدد الابيات : 19

طباعة

شمْسُ العشيّةِ آذَنتْ بغُروبِها

كالكأسِ راقَ بها سَنا مَشْروبِها

مُصْفَرّة تُبْدي النّحولَ عَليلةً

فكأنّها تشكُو فِراقَ حَبيبِها

فكأنّما هيَ في العشيِّ مُسافرٌ

أبْقَتْ على مرْآهُ بعضَ شُحوبِها

وكأنها عذراءُ رِيعَت فانثنَتْ

وتستّرَتْ في الحيّ خوْفَ رقيبِها

ألْقَتْ على هَذي البِطاحِ شُعاعَها

فطِرازُ خُصْرَتهنّ من تذْهيبِها

قابِلْ مُحيّاها بنورِ مُدامةٍ

حمراءَ تُبْدي النّارَ من تشبيبِها

ما اعْتلّتِ الأجْسامُ إلا قبْلَ أنْ

مصحَتْ على الأرْواحِ كفُّ طَبيبِها

إنْ غابَت الشمْسُ المُنيرةُ أطْلعَتْ

بَدْراً ينوبُ سناهُ عن محْجوبِها

خُذْها معتّقةً على الرّوضِ الذي

تُهدي أزاهِرُهُ نواسِمَ طيبِها

منْ كفّ ميّادِ المَعاطِفِ ساحِرٍ

هوَ للنّواظِرِ منتَهى مَطْلوبِها

يَشْفي نُفوسَ العاشقينَ من الجَوى

فيُزيلُ ما تَلْقاهُ منْ تعْذيبِها

والعودُ يُسْمِعُ صوتُهُ في كفِّه

ما شاءَتِ العُشّاقُ من مرغوبِها

باحَتْ بمَكْنونِ الهَوى أوْتارُهُ

فشَفَتْ فُؤادَ غَريمِها بغَريبِها

بأنامِلٍ لم ترْقَ مِنبَرَ عودِها

إلا أباح الشُرْبَ وعْظُ خَطيبِها

وكأنّ يُمناهُ تخطُّ لكلِّ مَنْ

ترَكَ الخَلاعةَ آن وقْتُ وُوجوبِها

فاعْجَبْ لآياتِ السّرورِ وجُدّ في

ترْتيلِها وانظُرْ إلى ترْتيبِها

نطقَتْ فأهْلاً بالذي أبدَتْهُ من

مكْتومِها المشْروحِ أو مكتوبِها

لا تَنسَها فبِواجِبٍ أنْ يُقْتَدى

بأبي نُواسٍ في محلِّ خَصيبِها

لا تصْحُ عنْها إنّ ربَّك قد قَضى

كرَماً وإنْعاماً بمحْوِ ذنوبِها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن فركون

avatar

ابن فركون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Farkoun@

190

قصيدة

82

متابعين

بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ...

المزيد عن ابن فركون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة