الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » طليعة جيشك الروح الأمين

عدد الابيات : 67

طباعة

طليعةُ جَيْشِكَ الرُّوْحُ الأمينُ

وظلُّ لوائِكَ الفتحُ المبينُ

وهزةُ رُمْحِكَ الظّفَرُ المُوَاتِي

وَرَوْنَقُ سَيْفِكَ الحقُّ اليقين

وبعض رضاكَ للآجالِ دنيا

وَشُكْرُ نَدَاكَ للآمالِ دين

وكلُّ مُعَرَّسٍ لكَ أو مَقِيْلٍ

بحيثُ تُظنُّ بالنّاسِ الظنون

جلبتَ الخيلَ مُشْرِفَةَ الهوادي

تَعِزُّ على قيادِكَ أو تهون

كآرامِ الصَّرِيمةِ أو مَهاها

وليسَ سِوَى الرِّماحِ لها قُرُون

سوابحَ من غمارٍ في حديدٍ

فما تدري أخَيْلٌ أم سفين

يُلَقّيها الطعانَ ولا يُبَالي

مُشِيحٌ ما يُبِلُّ له طَعِين

يُجَلّلُها ثيابَ مُكَايِدِيْهِ

إذا انْتَفَضَتْ منَ الوَرَقِ الغُصُون

ويوسِعُها بعقرهمُ مجالاً

إذا ضاقتْ عن الطيرِ الوكون

فتىً يزِنُ البلادَ وما عليها

وإن كانتْ خَلاَئِقُهُ تَزين

سما منهُ إلى رُتَبِ المعالي

قويٌّ قد سمعتَ به أمين

بكلِّ مُمَوَّهِ الصّفَحاتِ ماضٍ

تُوَقّيه الحمائل والجفون

من البيضِ الرِّقاقِ إذا انْتَضاهُ

فكلتا راحتيهِ له يَمِين

تأَلَّفَهُ الرَّدى طَرَفيْ نقيضٍ

فَمُشْتَكِلٌ عليه وَمُسْتَبين

فذاكَ الاءُ رقَّ وراقَ حتّى

بدا ما كانَ منهُ وما يكون

وتلكَ النارُ تَصْلاها الأماني

إذا شَبّت وَتَعْبُرُها المنون

سلِ الأذْفُونشَ أين الحربُ منه

وَرُبَّتَما أجابَ المُسْتعينُ

أعدَّ لها الحصونَ مُشَيَّداتٍ

وما تُغْني المعاقلُ والحصون

ولا ردَّ الجيوشَ ولا كفاها

كسيفٍ لا يحار ولا يخون

إذا صدق الحسامُ ومنتضيه

فكلُّ قرارةٍ حصنٌ حصين

وما أسَدُ العرينِ بذي امتناعٍ

إذا لم يَحْمهِ إلاّ العرين

بعينيه سما للكفرِ يوماً

فغصَّ به السُّهولةُ والحزون

نمى طلبيرةَ الدنيا حديثاً

لهُ في كلِّ قاصيةٍ شجون

ألحَّ على الرَّدى فيها غريمٌ

قليلاً ما تُعَنّيه الديون

وقارعَ دونها الحدثانَ مَلْكٌ

سما عنْ كلِّ فوقٍ فهو دون

تُسَائلُ عنه غزية أينَ تَسْري

سراياهُ فتخبرها أرين

وكانتْ لا تدينُ ولا تُدَانَى

فصبَّحها بعزمٍ لا يَدين

وجيشٍ لا يضيءُ الصبحُ منه

مخافةَ أنْ تَنَوَّرَهُ العيون

يَسيلُ على البسيطةِ منهُ سَيْلٌ

عُبَابَاهُ الحوادثُ والشؤون

به خُدَعُ المنى وَرُقَى المنايا

وصَرْفُ الدَّهْرِ يَخْشُنُ أو يلين

وما تدعو الرماحُ وما تُلَبي

وما تُخْفي الصدورُ وما تُبين

وما نمتِ المهارُ أو المهاري

وما اجتبتِ القيولُ أو القيون

سماءُ علاً تلوحُ بها المعالي

نجوماً نَوْءُها الحربُ الزَّبون

وقد هَبّتْ عتاقُ الخيلِ فيها

عواصفَ لا يُتاحُ لها سكون

وأنشاتِ الحتوفُ به سحاباً

فنقعٌ راكدٌ ودمٌ هَتُون

فليتَ أباك حيث يراك تسمو

لها والموت ردءٌ أو كمين

وقد جُنَّتْ فَنُطْتَ على طُلاها

تمائمَ بعضُ ما تَشْفي الجنونُ

أذنْ لنَضَا المشيبَ على الليالي

فتَبْذُلُ بعدَ ذلك أو تَصُون

ولارْتَجَعَ الشبابَ الغضَّ منها

فتعلمَ أنها العلقُ الثمين

وكيفَ رَأتْ طليطلةُ العوالي

بحيثُ تغيثُ باسمكَ أو تُعين

نَسَفْتَ جبالَها بحبالِ موتٍ

تدورُ بها رَحَى الحربِ الطحون

سيشكرُ سيفَكَ الإسلامُ عنها

وإن أبتِ الغلاصمُ والشئون

ولم أرَ قبلها شَجِيَاً بشيءٍ

له في إثر مُشْجِيْهِ حنين

فلولا رِزُّ جَيْشِكَ أسْمَعَتْنَا

عويلاً يُسْتَهَلُّ به الأذين

ولو تسْطيع لارْتَهَنَتْكَ وَعْداً

بيومٍ لا تُقَاوِمُهُ الرُّهُون

ولو كان الخيارُ إلى رُبَاها

دَعَتْكَ وَرَوْضُهَا تَرَفٌ ولين

ولو علمتْ بك الرِّمَمُ الخوالي

وقد خَلَتِ الليالي والقُرُون

لهلَّ إلى ذُراكَ بها سُرُورٌ

بِقُرْبِكَ أُشْرِبَتْهُ وَهْيَ طين

فإن يَمِنِ الصليبُ وناصِبُوهُ

فإنّ غِرَارَ سَيْفِك لا يَمِين

لأمرٍ ما رددتَ الخيلَ عنهمْ

وقد جَعَلَتْ مَحَايِنُهُمْ تحين

وأُسْوَتُكَ الرسولُ وإن يَشُكُّوا

فعندَ جُهَيْنَةَ الخبرُ اليقين

ثناها عن ثقيفٍ والعوالي

بهمْ لَجَبٌ ودُونَهُم رنين

فوافاهُ بهمْ ظمأٌ وَخَوْفٌ

ومقدارٌ أتى بهمُ وحين

وهادَن أهْلَ مكة عَنْ حِمَاها

وقد تكفي عن الحربِ الهُدُون

فما بَرِحُوا بها حتّى أتوها

تُثيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُها الحجون

فإن تُحْرِزْ طليطلةَ الليالي

فَسَيْفُكَ يا عليُّ بها ضَمِين

وقد صَلِعَتْ مفارِقُها وشابَتْ

فأينَ الأرْبُ والحِلْمُ الرَّصين

نَفَتْ بُنْيانَها حُمْرث المنايا

وَوَلّتْ وهي تَخْنَى أو تَخُون

وَتَشْكو ثُكْلَهُنَّ إليكَ عَمْداً

وهل يَشْفِي منَ الوَجَعِ الأنين

أميرَ المؤمنينَ وَأيُّ مَجْدٍ

مَكَانُكَ من أرومتِهِ مكين

بهِ اقْتَصَرَ الجَمُوحُ على مَداهُ

وَأعْطَى جَهْدَ طاقَتِهِ الحَرُون

أبا يعقوبَ أنتَ ندًى وبأسٌ

وَإبراهيمُ أنتَ وتاشفين

أولئك رشحوك إلى المعالي

فلا وَكَلٌ ألفُّ ولا ضنين

أبا حسنٍ وغايةَ كلِّ حسنٍ

وفعلُكَ لا يُضَمُّ إليهِ سين

علامَ أضِجُّ منْ ظمأٍ وَضَيْمٍ

بحيثُ عُلاك والماءُ المعين

وكيف أضيعُ أو تُنْسَى حُقُوقي

وباسْمِكَ أسْتَغِيثُ وَأسْتَعين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

101

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة