الديوان » سوريا » سليمان الصولة » خطرت فماج على الكثيب البان

عدد الابيات : 57

طباعة

خطرت فماج على الكثيب البانُ

واهتز تحت السوسن الرمانُ

ورنت فغازلني الغزال وأسفرت

فإذا الغزالة والغزال عنان

بدويةٌ مَلَكت على العشاق فان

عقدت لها من شعرها التيجان

يهفو الحَمام تشوقاً لقوامها

فكأنه لقلوبنا عنوان

زانت بعاتقها القلائد مثلما

زان الثغور البضة اللمعان

ما أضعف الإنسان بين جفونها

وإذا تسطَّى يضعف الإنسان

لم يدر ناظرها أبلبل خالها

في الورد عرَّشَ فوقه الريحان

أم قلب عاشقها بنار خدودها

يشوى وعارضها عليه دخان

سبحان من قوَّى بجيش جمالها

جيش الهوى فتبدد السلوان

وجلا على العشاق مضعف طرفها

فتضاعفت بقلوبنا الأشجان

لم أنسها تسعى لتنحر للقرى ال

ظبيَ الأغن وحولها الضيفان

والفرع يسبح في ترائبها كما

راق الغدير وفوقه ثعبان

ناديتها ومدامعي كخدودها

حزناً عليه وفي الحشا نيران

يا ضرة الشمس التي في ساقها

طوق الهلال وقرطها كيوان

لا تذبحي هذا الغزال لنا قرىً

فلكم تقتِّل بعضها الغزلان

إن الورود على لماك ضيافةٌ

ما نالها ملكٌ ولا سلطان

واللَه لا جاوزته متنازلاً

عنه إلى ما تأكل الغيلان

إن كان لم يمكن وما عوَّدته

فاليوم فوق العادة الإمكان

فتبسمت ودعت علي بسلوة

إن قلت حين تجود جاد فلان

فحلفت ألفاً بالزبور وساعد ال

مقدور وانعقدت لنا أيمان

وحظيت من بعد اليمين بخلوةٍ

لا القس باركها ولا المطران

بحديقة ضلت عيون رقيبها

عنها وكان دليلنا الشيطان

ضحكت بها الأزهار وهي مباسم

وتشاكتِ الأطيار وهي جمان

لم أنسها والريح تسحب ذيلها

عني وتسحبني لها الأشجان

مثل الجمانة فارقت أصدافها

والأقحوانة ضمها الجنّان

سحراً وما صدئ النسيم بنكهة ال

داعي ولا سبحت به غربان

حتى إذا شقَّ المؤذِّنُ شدقَه

مثلَ الحمارِ له تؤُمُّ أَتان

وغدت صلاة الصبح بين نهودها

عجماء لم يعلن بها فرقان

والأجر بين شقائق النعمان ري

قتها التي أفتى بها النعمان

قامت تودعني وقد مرج البكا ال

بحرين واكتنف الحشا البُحران

ونأت تقول وقد طلبت لحاقها

إياك أن تغتالك العربان

تاهت علي بقومها فكأنهم

أسد العرين وغيرهم بُعران

وتمدحت بالفتك تحسب أنه

سيف المجيد يهابه لبنان

أسدٌ غداة السلم تحمده العدى

وغداة مشتجر القنا العقبان

حجبت مهابته عيون عداته

وهباته للقاصدين عيان

أمواله مبذولةٌ وسيوفه

مكلومةٌ والعرض منه يصان

ما عبست في الروع أساد الوغى

إلّا وبشَّ حسامه الريان

سل عنه من شهد الوقيعة عندما

عصت الدروز وثارت العربان

وعلى الأمير بشير طاب ضريحه

تاجٌ تخر لمجده قحطان

ينبيك عن وثباته وثباته

وبقلب كل معاندٍ خفقان

ويريك كم أكلت ظباه كتائباً

أكلتهمُ من بعدها النيران

كانت إذا مرضت تمرضها الدمى

فغدت ومن عوّادها الغربان

لم ينج إلّا اثنان من غاراته

خود حماها خدرها وجبان

شرف تفديه الغزالة في الضحى

ويكاد يصعق دونه كيوان

يا آل قيس تبصّروا تقديمُكم

ذنبَ البعيرِ على الطلى كُفران

أتقبِّلون يد البخيل وتتركو

ن فتىً عليه الحسن والإحسان

اللَه حسب سميدع حسناته

نارٌ على حُساده ودخان

إن لم تعذبهم ظباه فذلهم

نقمٌ تعذبهم بها الأذهان

شان العدى طمع الولاية شانه

واللَه يعلم قدر من قد شانوا

يا وارث الأمجاد جدك لم يمت

وحفيده في كسروان يصان

وأبوك باقٍ ما بقيت شهابه

في بلدةٍ أعطاكها السلطان

لو ينبش الروض الملقب حفرة

عن والديك وترفع الأكفان

لرأيت مبتسمَينِ كلٌّ منهما

جذلان راضٍ عنك أو نشوان

مزِّق قلوب الحاسدين بصولة

لا السيف يجهلها ولا المرّان

واسعد بها المترفعين عن الأذى

واحكم بما يرضى به الرحمن

لا زلت ما دام الزمان مجدِّداً

ما غيرت أوضاعه الأزمان

وعليك من نون الوقاية لامةٌ

يبلى الزمان وصيتها رنّان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة