الديوان » العصر العباسي » القاضي التنوخي » لولا انتهائي لم أطع نهي النهى

عدد الابيات : 46

طباعة

لولا انتهائي لم أُطع نهي النُهى

أَيَّ مَدىً يطلبُ من جاز المدى

إِن كنتُ اقصرتُ فما اقصرَ قل

بُ دامياً تدميه ألحاظُ الدُمى

ومقلة إِن مقلت أهل الغضا

أغضت وفي اجفانها جمر الغضى

وكم ظِباء رُعتُها أَلحاظُها

أسرعُ في الأنفس من حدِّ الظُبا

وكلَّما ازدَدنَ قُوى أجفانها

ضَعفاً تقوَّينَ على ضَعف القُوى

أسرع من حرف إلى جر ومن

حبّ إلى حبة قلبٍ وحشا

قضاعةُ بن مالكِ بن حمِرٍ

ما بعدَهُ للمرتقين مُرتقى

وطالَ ما طللتُ دمعي في طلو

لٍ خَفِيَت عن البِلى من البِلَى

تناهبَت أيدي الهواءِ رَسمَها

نَهبَ الهوى أنفُسَ أبناءِ الهوى

فاقتَسَمَتها السارياتُ مِثلَ ما

تقتسمُ المأسورَ أسبابُ الأَسى

فهَيَ أثافٍ ما ثلاثٌ لم يزل

بها الحَيا حتى أَماتَها الحيا

وعَطفَتا نُؤيٍ كنُونٍ عُرِّقَت

أو صُدُغٍ عُقرِبَ أَو أَيمٍ سَعَى

وأَشعَثٍ لم تُبقِ منه المورُ إِلا

مثلَ ما أَبقَت من الصَبرِ النَوى

مَنازِلٌ أَنزالُ من يَنزِلُها

وَجدٌ ودمعٌ وغَرامٌ وجوى

مَمحُوَّةُ الأَطلالِ كالطِرسِ امَّحى

مُوحشِةٌ كالشَيبِ بالحُورِ سَطا

كأَنَّها الإِلفُ جَفا أو نَبوَة الدَ

هرِ نَبا أَو كَبوَةُ الجَدِّ كَبا

وكم ليالٍ قد لقيتُ هَولَها

بِهِمَّةٍ فوقَ السماءِ كالسَما

طالَت دَياجيها فَخلنا أنَّها

تعطِفُ منهنَّ علينا ما مضى

وفي يميني صارمٌ غراره

أقطَعُ من يوم فراقٍ ونوى

إِن سُلَّ أو شيم فمثل البرق

في الغيم اذا الغيمُ سَرى

شقائقٌ مثل خدودٍ نُقشت

شواربٌ بالمسك فيها ولحى

كأنّما الناطحُ عينا شاخصٍ

يضعف عن تغميضها من الضيا

كأنّما البُطين في آثاره

طالبُ ثأرٍ عند عاتٍ قد عتا

كأنما النجم الثريا عَلَمٌ

أبيض يعلو عَلَماً حين علا

كأنّما التابع نارٌ شبَّها

بنو سبيلٍ في طريقٍ تصطلى

كأنّما الهقعة راس جواد او أثافٍ

وسط ربعٍ قد عفا

كأنّما الهنعة لمّا طلعت

مقلة صبٍّ لم تبن من البكا

مقبلة على الذراع تشتكي

شكوى محبٍّ ضاق ذرعاً فاشتكى

كأنّما النثرة أثر نَمَشٍ

أو كَلَفٍ على الخدود قد علا

كأنّما الجبهة في آثاره

سيل على آثار عقب قد سرى

كأنّما الزُّبرة حبّان فذا

من سائر الناس بذا قد اكتفى

كأنّما الغَفر جناحٌ مائلٌ

أو عُنُقٌ نحو حديثٍ قد صغا

كأنما الاكليل اكليل على

رأس عروسٍ يوم عرسٍ تُجتلى

تتبعه نعائم كأنّها

نعائم ترتع في ارض فلا

ولاحت البلدة كالبلدة قد

بادت اذا الربع خلا

كأنّما الأسعُدُ حين اتَّسَقَت

روض ثغور بالعيون ترتوي

يقدمها ذابحها كهاربٍ

أو طالبٍ يحذر فوت ما ابتغى

ولاح سَعدُ بُلَعٍ كضاحكٍ

أو كارعٍ يكرع في كأس لمى

مسابقٌ في سيره السعدَ الذي

سعوده مستحسنٌ حين يرى

كظبية ما بين خشفين لها

أو كحبيبٍ في رقيبين اغتدى

وذو الخبا

من غريمٍ قد توارى واختفى

واقبل الفرغ إلى الفرغ كما

أقبل عطشان إلى عذب روى

كأنّما الحوت اذا ما طلعت

حوت على لجة بحرٍ قد طفا

كأنّ صوت الرعد فيها قارئ

عارضه تتعتع فيما قرا

ونرجسٍ كأنَّه نواظرٌ

يَقطُرنَ عذباً بارداً على الظما

إذا بدا الطلُّ عليه خِلتَه

غرقى عيونٍ في بحورٍ من بُكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القاضي التنوخي

avatar

القاضي التنوخي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Qadi-al-Tanoukhi@

92

قصيدة

91

متابعين

علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم التنوخي. قاض، أديب، شاعر، عالم بأصول المعتزلة. ولد بأنطاكية، ورحل إلى بغداد في حداثته، فتفقه بها على ...

المزيد عن القاضي التنوخي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة