الديوان » العصر الاموي » القطامي التغلبي » ترحل إخواني بعقلي إنني

عدد الابيات : 30

طباعة

تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني

تكلفَ قلبي كُلُّ جارٍ لجاوِرُه

وأرَّقَني ما لا يزالُ يروقني

غَزالُ اناسِ قاصِرُ الطَّرفِ فاتِرُهُ

له مستظلٌ بارِدٌ في مخدَّرِ

كنينٍ إذا شَعبانُ أحمَت هَواجِرُه

بعينيك تنظارٌ الى كُلِّ هَودَجِ

وكلِّ بَشيرِ الوَجهِ حُرٍّ مسافِرُه

تراه وما تَسطيعُهُ غير أنَّه

يكونُ على ذي الحلمِ داءً يُخامِرُه

إذا تاقَ قَلبي أو تطرَّبَهُ الهوى

فليست له بُقيا ولا الحِلمُ زاجرُه

عصى كُلَّ ناهٍ وآستَبَدَّ بأمرِهِ

فما هو الا كالعَشِيرِ تُؤامِرُه

وكَأسٍ تَمشّى في العِظامِ سبيئةٍ

من الرَّاحِ تعلو الماءَ حتى تكاثِره

كميتٍ إذا ما شَجَّها الماء صَرَّحَت

ذخائِرَ حانيٍّ عليها يناذِرُه

فجاءَ بها بَعدَ الإباءِ وَبَعدَما

بذلنا له ما آستامَ في السَّومِ تاجِرُه

شَرِبتُ وفتيان كجنَّةِ عَبقَرٍ

كرام اذا ما الأمرُ أَعيَت جرائرُهُ

فَقُلتُ اشرَبوا حيّاكم اللهُ واسبقوا

عواذِلَنا منها بريّ نُباكِرُه

فلما انتَشينا واستدارَت بهامِنا

وقلنا اكتفينا بَعدًَ عَفقِ نُظاهِرُه

وَرُحنا أُصَيلالاً نَجُرُّ ذُيُولَنا

بأنعمِ لَيلٍ قد تَطَاوَلَ آخِرُهُ

وَشَدَّ المطايا بالرِّحالِ كأنها

قطاً قلَّ عنهُ الماءُ صفرٌ غَرائِرُه

يعارضُ بَرّاقَ المُتون موقِّعاً

رضيضَ الحصا ما إن تنامُ سوافِرُه

تَعوجُ البرى والجُدلُ في كل رسلَةٍ

إذا كمشَ الحادي استحثَّت تُبادِرُه

طَواها السُّرى فالنِسعُ يجري كأنّه

وِشاحُ فتاةٍ دق عَنه مخاصِرُه

تَزَيَّدُ في فَضلِ العنان بصَدرِها

إذا اليومَ عاذَت بالظلالِ يعافِرُه

فَظَلَّ يُباريها سَمامُ كأنها

عوالي عروشٍ قد حَنَتهُ أواسِرُه

وُكلُّ صهابيٍّ كانَ عمامَةً

على الرَّأسِ مما قد كَسَتهُ مشافِرُه

فإني نفيسٌ في الشَّبابِ ورحلةُ ال

مطيِّ وبعضُ العَيشِ تعدى مياسِرُه

وفي صالحاتِ الخَيل إنَّ ظهورَها

مراكبُنا في كلِّ يومٍ نغاوِرُهُ

تُكَشِّرُ بادينا على كلِّ من بدا

قديماً واغنى مثلَ ذلك حاضِرة

فليس من الأحياءِ إِلا مُسوِّدٌ

ربيعةَ أعرابيُّهُ ومهاجِرُه

ونحن أُناسٌ لا ترى الناسَ اقرموا

إِلى قَرمِنا قَرماً يجيءُ بِخاطِرُه

اذا ما سما بَذَّ القورمَ جرانُه

ومها تصب انيابُه فهوَ عاقِرُه

اذا الحربُ شالت للتسَّلقُح لم تجد

لنا جانبا إِلا بهِ مَن يُصابرُه

نُطيعُ وَنعصي كلَّ ذاك أميرَنا

وما كلَّ حين لا نزالُ نشاورُه

وما يَعلمُ الغيبَ امرؤٌ قبلَ أن يَرى

ولا الأمر حتى تُستبانَ دوابِرُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القطامي التغلبي

avatar

القطامي التغلبي حساب موثق

العصر الاموي

poet-Al-Qatami-Al-Taghlibi@

47

قصيدة

38

متابعين

عمير بن شييم بن عمرو بن عباد، من بني جشم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي. شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام ...

المزيد عن القطامي التغلبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة