الديوان » العصر العباسي » السيد الحميري » وإنك آية للناس بعدي

عدد الابيات : 50

طباعة

وإنّكَ آيةٌ للناسِ بعدي

تخبَّرُ أنّهم لا يُوقِنونا

وأنتَ صراطُه الهادي إليهِ

وغيرُك ما يُنجِّي الماسِكينا

أعائشُ ما دعاكِ إلى قتال ال

وصيِّ وما عليه تَنقُمينا

ألم يعهَدْ إليكِ اللهُ أن لا

تُرَي أبداً من المُتَبرِّجينا

وأن تُرخي الحِجابَ وأن تَقَرِّي

ولا تَتَبَرَّجي للناظرِينا

وقال لك النبيُّ أَيَا حُمَيْرَا

سيبُدي منكِ فِعلُ الحاسِدينا

وقال سَتُنبحين كلابَ قومٍ

من الأعرابِ والمتعرَّبينا

وقالَ سَتركبين على خِدبٍّ

يُسمى عَسكراً فَتُقاتلينا

فخنتِ محمداً في أقرَبيهِ

ولم تَرعَيْ له القولَ الرَّصينا

وأنزل فيه ربُّ الناس آياً

أقرّتْ من مواليهِ العُيونا

بأني والنبيُّ لكمْ وليٌّ

ومؤتونَ الزكاةَ وراكِعونا

ومن يتولَّ ربُّ الناسِ يوماً

فإنّهم لَعمري فائِزونا

وقال اللهُ في القرآنِ قولاً

يَرُدُّ عليكمُ ما تَدَّعونا

أطيعوا الله ربَّ الناس رَبّاً

وأحمدَ والأولى المتأَمَّرينا

فذلّكمُ أبو حسنٍ عليٌّ

وسِبطاهُ الولاةُ الفاضِلونا

فقلت أخذتُ عهدَكم على ذا

فكانوا للوَصيِّ مُساعدينا

لقد أصبحت مولانا جميعاً

ولسنا عن وَلائك رَاغبينا

ويَسمعُ حسَّ جبريلٍ إذا ما

أتى بالوحيِ خير الواطِنينا

وصلّى القبلتينِ وآلُ تيمٍ

وإخوتُها عَدِيٌّ جاحِدونا

وباتَ على فراش أخيه فَرْداً

يَقيه من العُتاةِ الظالمينا

وقد كَمنَتْ رجالٌ من قريشٍ

بأسيافٍ يَلُحْنَ إذا انتُضينا

فلمّا أن أضاءَ الصبحُ جاءت

عُداتُهم جميعاً مُخلفينا

فلمّأ أبصروهُ تجنَّبوهُ

وما زالوا له مُتَجنِّبينا

وأنفقَ ماله ليلاً وصبحاً

وإسراراً وجهرَ الجاهِرينا

وصدّق ما له لما أتاه ال

فقيرُ بخاتَم المُتختَّمينا

وآثر ضيفه لما أتاهُ

فظل وأهله يتلمظونا

فسماه الإله بما أتاه

من الإيثار باسم المُفْلِحينا

ومن ذا كان للفقراء كِنَّا

إذا نزلَ الشتاءُ بهم كَنينا

أليسَ المؤثرَ المِقدادَ لمّا

أتاه مُقوياً فقي المُقويينا

بدينارٍ وما يَحوي سواهُ

وما كلُّ الأفاضلِ مُؤثِرينا

وكان طعامُهُ خبزاً وزيتاً

ويؤثر باللُّحومِ الطارِقينا

وأنك قد ذُكرتَ لدى مليكٍ

يَذِلُّ لِعزّهِ المتجبِّرونا

فخرَّ لوجهِه صَعقاً وأبدى

لربِّ الناسِ رهبةَ راهبينا

وقال لقد ذُكِرتُ لدى إلهي

فأبدى ذِلَّةَ المتواضِعينا

وأعتق من يديه ألفَ نفسٍ

فاضحَوا بعدَ رِقِّ مُعتَقينا

براءةُ حين رَدّ بها عَتيقاً

وكان بأن يبلِّغها ضَنينا

وقال رسول الله أنّى

يُؤدّي الوحْيَ إلاّ الأقربونا

وأنّك آمنٌ كلٍِّ خوفٍ

إذا كان الخلائقُ خائِفينا

وأنّك حِزبُكَ الأدنَون حِزبي

وحِزبي حزبُ ربِّ العالَمينا

وحزبُ الله لا خوفٌ عليهم

ولا نَصَبٌ ولا هم يَحزنونا

وأنّك في جنانِ الخلدِ جاري

منازِلُنا بها متواجِهونا

وأنّك في جِوارِ الله كاسٍ

وجيرانُ المهيمنِ آمِنونا

وأنّك خيرُ أهل الأرض طُرّاً

وأفضَلُهم معاً حَسَباً ودِينا

وأوّلُ من يُصافحني بكفٍّ

إذا برز الخلائقُ ناشِرينا

وقد قال النبيّ لكم وأنتم

حضورٌ للمقالةِ شاهِدونا

عبادَ الله إنا أهْلُ بيتٍ

بَرانا الله كلاًَّ طاهِرينا

وسالتْ نفسُ أحمدَ في يديهِ

فألزمها المحيَّا والجَبينا

تَعالوا ندعُ أنفسنا فندعو

جَميعاً والأهلي والبَنونا

وأنفسَكم فنبتهلَ ابتهالا

إليه لِيلعنَ المتكذِّبينا

فقد قال النبيُّ وكان طَبّاً

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السيد الحميري

avatar

السيد الحميري حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sayed-Al-Humairi@

222

قصيدة

102

متابعين

إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري أبو هاشم أو أبوعامر. شاعر إمامي متقدم قال الأصفهاني يقال إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو ...

المزيد عن السيد الحميري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة