الديوان » العصر الأندلسي » ابن وهبون » أربع الندى تهمي به وتصوب

عدد الابيات : 40

طباعة

أربع الندى تهمي به وتصوب

ومغنى العلا نأوي له ونثوبُ

بحيثُ استقلَّ المجد فوقَ سريرهِ

وقام لسانُ المجدِ وهو خطيب

سقاكَ غمامٌ مثلُ وُدِّيَ ضاحكٌ

كأنَّ سماءَ الصَّحوِ منه تذوب

ولا فاءَ ظلُّ العيشِ وهو مقلّصٌ

عليكَ ولا صافيه وهو مَشوب

ولا آل مزورّاً عليك غُديّةً

زمانٌ يُمَسّي الصفحتين طروب

ولا انفكَّ للخطيِّ حولك هزَّةٌ

وللأعوجيَّاتِ الجيادِ دبيب

لقد رُقتَ حتى قيل إنك رحوٌ

وإنَّ أكفَّ الضارعينَ قلوب

كأنَّك بيتٌ نادِرٌ وأكفّهم

خواطر أورى زندهنَّ حبيب

طلعت كريعان الشبيبة روقة

فكذَّب في دعوى البياض مشيب

أراق على عطفيه منه طلاوةً

مدى الدهرِ ملتاحُ الجبينِ مهيبُ

إذا رسبت يوماً حُلاهُ فإنّما

سِماكُ العلا في منتداك رسوب

فيا أيها القصر المبارك لا تزل

وأنت جديدُ الحلّتين قشيب

ويا أيها الملكُ المؤيد دُم به

ليُترَعَ كوبٌ أو يثارَ عكوبُ

أسِم فيه سَرحَ اللحظ من طَرفِ باسل

مَراد الوغى في ناظريه عشيب

ستظأره أمُّ النجومِ تحلُّهُ

لها كوكبٌ لا حان منه غروب

محيطٌ بما أحببتَ من كلِّ صورةٍ

تروقُّكَ حتى شَكلُهُنَّ قريب

ومن حُبُكٍ دون السُّموك كانّها

أفاريدُ رَوضِ الحَزنِ وهو هضيب

إلى طُرَرٍ تحكي أصائلَ ملكه

تكادُ بأنداء النضار تصوب

ومن مرمرٍ أحذاهُ رونُق الطلى

طلاه ففيه للعقول خلوب

أجل إنما يجتابُ منك بشاشةً

لها جيئَة من فوقه وذهوب

وغلاَّ فمن آدابِكَ الزُّهرِ يجتلي

فرنداً له درٌّ عليه رطيب

كما ضاعَ من أهدابِ ثَوبك نَشرُهُ

وكلٍّ صعيد مسَّ وطؤكَ طيب

وكلُّ هواءٍ تحت ظلِّكَ سَجسَج

وكلُّ مكان في ذراك خصيب

إليك أشارت أعين وأناملٌ

وفيك أجيلت ألسنٌ وقلوب

كأنَّك من طبع الحياةِ مركَّبٌ

فأنت إلى كلِّ النفوسِ حبيب

مليك كما تهواه أمَّا دِلاصُهُ

فغاوٍ وأمَّا بُردُهُ فمنيب

موفّرُ أعطافِ السيادةِ لم يزل

بأفئدة الأعداءِ منه وجيب

إذا ضاق في الهيجا مَجَرُّ سنانِهِ

فإن مناطَ السَّيفِ منه رحيب

لهم حاركٌ للملك ثُمَّ حنيفُهُ

سما كاهلٌ منه وسالَ سبيبُ

وكانوا عليه في الزمان فوارساً

عَلَتهُ وشبَّانٌ تروق وشيب

وسُنَّةُ مجدٍ من نعيمٍ وشدة

على الدهر منها محكةٌ وقطوب

ليخضب منها اليومُ والافقُ أشيبٌ

وينصلَ ثوبُ الليلِ وهو خضيب

ثغورٌ على المجدِ التليدِ ضواحكٌ

وايدٍ إلى المجد التليد تصوبُ

ترقرق عنه الملك واهتزَّ عِطفُهُ

كما اهتزَّ مخشوبُ الغرارِ قضيب

مشابه لا تخطي علاكَ سهامُهَا

فتهوي إلى أغراضِها فتصيب

تمّلأ أثناءَ النداء مهَابَةً

وتبسم عَنها الحربُ وهو قَطُوب

ويهنيك عيدٌ للصيام ذَخَرتَهُ

كفيلٌ بأنَّ اللهَ عنه مثيب

وعيدٌ عليه منك رَسمُ طلاقةٍ

كأوبش حبيبٍ طال منه مغيب

خلعتَ عليه من بهائك حُلّةً

كما عُصفِرَت فوق العروس جيوب

ونمَّت عليه من مديحك فَوحَةٌ

كما مَسَحت فوق الرياضِ جَنوب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن وهبون

avatar

ابن وهبون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Wahbon @

52

قصيدة

69

متابعين

عبد الجليل بن وهبون، الملقب بالدمعة المرسي، أبو محمد. أحد الشعراء الأدباء الفحول المجيدين في الأندلس، قال ابن بسام في ترجمته: شمس الزمان وبدره، وسر الإحسان وجهره، ومستودع البيان ومستقره، أحد ...

المزيد عن ابن وهبون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة