الديوان » العصر العثماني » الورغي » أقصر والتطويل في الشكر واجب

عدد الابيات : 45

طباعة

أقَصّرُ وَالتَّطوِيلُ فِي الشُّكْرِ وَاجِبُ

لِمَنْ فَضلُهُ في كُلّ ما شِئتَ غَالِبُ

وأهْدي اللَّبيسَ النَّاقِصَ القَدرِ للذي

عنِ النَّقصِ في كُلّ المَشاهِد غائبُ

إذا لَمْ يَكُنْ فِيمَا مَضى لِيَ وَالِدٌ

وَلاَ لِيَ في الآتي مِنَ الدَّهْرِ صَاحبُ

تُنَادي مَزَايَا لبن الحُسَينِ ألا انهَضُوا

بِواجِبِ إطرَائي وَأينَ المُجَاوِبُ

كَأنَّ بَنِي الأشعَارِ صَمُّوا عَنْ النِّدى

بَلَى فَاتَهُم في ذَاكَ طَبْعٌ مُناسِبُ

فَوَاعَجَباً مِنها وَمِني وَمِنْهُمُ

وَفِي كُلّ قَولٍ لِلفُهُومِ مَسَارِبُ

أمَا إنَّهَا عِينٌ حِسَانٌ تَبَرَّجَتْ

ولَيسَ لها عَنْ عَينِ مرآهُ حَاجِبُ

كَأنِّي أنَا وَحدي رأيْتُ عُيُونَهَا

تَغَامَزنَ لي وَالغَمْزُ للِصَّبِ جَالِبُ

أطَلتْ وأيَّامُ المْكَارِمِ عَنَّستْ

علىحِين شاخَ الدَّهرُ فَهي الغَرَائِبُ

فأصْبَحَتِ الأيَّامُ في عُنفُوانِهَا

وَقَامَ لَهَا مِن مَقْعَدِ الدَّهرِ طَارِبُ

فَلا خَيرَ إلاَّ وَهوَ كَالعَدلِ لا زِبُ

ولاَ شَرَّ إلاَّ وَهوَ كَالظُّلْمِ عَازِبُ

فَهَذِي طَرِيقُ الحَمدِ فِيهِ تَوَضَّحتْ

لِمنْ هُوَ فِي شُكرِ المَزِيةِ رَاغِبُ

وإن ألسُنُ الأقوَالِ كَلَّتْ فإنَّمَا

على ألْسُنِ الأحوَالِ منه الضَّرَائِبُ

فَأغناهُ فَيضْ الجودِ عن كُلِ مُصقِعٍ

وَفي كُلّ صَقْعٍ من أيَادِيهِ جانِبُ

وَإجلالُ أهلُ العِلْمِ طُرّاً لأجلِهِ

وإيثَارِهُمْ حَتَّى يَغَارَ الأقَارِبُ

وَدِقَّةُ فَهْمٍ لِلعَويصَةِ رَامَهَا

أخُو فِطنَةٍ أو لَجَّ فيهَا المُشَاغِبُ

وَمَعرِفَةُ الفَضْلِ الحَقيقِ لأهلِهِ

وإكْرَامُ مَن يدنُو به أو يُجَانِبُ

وإنصَافُهُ من نفسه غَيرَ سَاخِطٍ

ولا مُنْكِرٍ إنْ جَاءَ لِلحَقّ طَالِبُ

ونَصْرَهُ مَلْهُوفٍ وإحْسَانُ عِشرَةٍ

وَكَظمٌ لِغَيظٍ حين يَجْفو المُغاضِبُ

وَجَبرُ كَسِيرِ القَلبِ بَاتَتْ هُمُومُهُ

تُغالِبُهُ عَنْ نَومِهِ وَيُغالِبُ

وَحِفظُ لِذِكرِ الله عن وَصمِ فَترَةٍ

وأصْدَقُ مَا في الذّكْرِ ما هُوَ دَائِبُ

وَرَعْيُ جَنَابُ الله في كُلّ حَالَةٍ

يُلاحِظُهَا منهُ التَّقِيٌّ المُرَاقِبُ

فيَا أيُهَا المْوَلَى الذي يَقَظَاتُنَا

بِدَولَتِهِ حِلْمٌ وحَاشَاكَ كَاذِبُ

لَكَ الله مِن قُطْبِ تَدوُرُ بأوجِهِ

مَشَارِقٌ أمدَاحِ الوَرَى وَالمْغَارِبُ

لِمَا أنَّكَ استَوجَبَتْهَا بِشَماَئِلٍ

يُسَلِمُهَا الرَّاضي وَمَنْ هُو غَاضِبُ

دَفَعْتْ بِهَا في صَدرِ كُل مُمَلَّكٍ

يَرى أنَهُ فَوقَ السُّهَا أو يُقَارِبُ

فَمَرَّتْ عَلَى أسمَاعِهِ فِيكَ مِدحَةٌ

تَقَبَّضَ مِنْهَا جِيدُهُ والعَرَاقِبُ

فَمَا وَسِعَتْهُ الأرضُ حتى أرَاحَهُ

عن الفِكْرِ في اسْتِعْلامِ شأنِكَ نائِبُ

فَوَجَّهَ مُرتَاداً يُخَلِّفُ أهْلَهُ

على رَغْبَة فِي رَجعِهِ وَهْوَ رَاهِبُ

فَجَاءَ وَمِنْ قُدَّامِهِ الأمنُ قَائِدٌ

وَمِنْ خَلفِهِ حَبْلُ المَخَافَةِ جَاذِبُ

وَعَايَنَ ما بَينَ السّماطَينِ بَرزَخاً

تَدِبُّ بِهِ رِجلاهُ والرأسُ راسِبُ

وَقد حَسَدتْ عَيناهُ رِجلَيهِ إذ سَعَتْ

بِبَهوٍ تَوَدُ السَّعيَ فِيهِ الثَّواقِبُ

وما شَغَلَتُهُ الدَّارُ تَلْعَبُ بِالنُّهَى

عَنِ الفِكْرِ في تَزوِيرِ قَولٍ يُناسِبُ

وَلَمَّا افْتَتَحَتُ القَولَ طَيَّرتُ سِحرَهُ

وَضَاقَتْ عَلَيهِ في الخَلاصِ المَذَاهِبُ

وَشَاهَدَ مَا لَمْ يَنْخَرِطْ في حِسَابِهِ

وَأسْمَعَ ما لم تَنْتَخِبْهُ الأعارِبُ

وَوَلَى على الأعْقَابِ تَصْغُرُ نَفْسُهُ

وَمَخْدُومُهُ والْمُنتَهَى وَالمُصَاحِبُ

وَأنْذَرَ مَولاهُ بِأنَّ وَرَاءَهُ

تَمَام جَلالٍ هَذَّبَتْهُ التَجَارِبُ

وإنَّ مُلُوكَ الأرضِ قِسْمانِ بَعْدَهُ

فذو الهَزلِ ممقوتٌ وذو الجِدّ تَاعِبُ

فَهَذا حَدِيِثي عنه أسْنَدْتُ بَعْضَهُ

وَعِش لِتَرى البَاقِي عَدَتْكَ النَّوائِبُ

وَلَسْتُ بِراضٍ من مَديحِكَ بالذي

يُباهِتُني فِيهِ إذاَ غِبْتُ عَاتِبُ

وهل لي اعتذار في انتحالي ناقصاً

ومادح ذي زيد بأنقص عائب

عَلى أنَّ من أهدى لِغَيرِكَ مِدحَةً

على قَدرِ ما أسدَى له العُذْر ُواجِبُ

كَعِذْرِ نُصَيْبٍ إذْ تَبَجَّحَ لِلذي

قَضَاهُ نُصَيبٌ ضَمَّهُ وَهو َرَاكِبُ

فَقَالَ وَلوْ لاقَاكَ يا بَحْرُ لَمْ يَقُلْ

وَقَدْ أفْعَمَتْ دُنيَاكَ مِنهُ المَنَاقِبُ

فَعَاجُوا فَأثنَوا بِالذي أنتَ أهْلُهُ

وَلَو سَكَتُوا أثْنَتْ عَلَيكَ الحَقائِبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الورغي

avatar

الورغي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Al-Wargi@

95

قصيدة

18

متابعين

محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله. شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس. وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن ...

المزيد عن الورغي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة