الديوان » العصر الأندلسي » عزوز الملزوزي » أرى كل جبار بسيفك يصغر

عدد الابيات : 46

طباعة

أَرى كُلّ جَبّارٍ بِسَيفك يَصغُرُ

وَكُلّ مَليكٍ عَن فعالك يقصُرُ

وَكُلُّ عَزيزٍ خاضِعاً مُتواضِعاً

وَكُلُّ يمانٍ عَن يَمينك يُمطِرُ

تَنامُ عُيون الناس طرّاً وَأَنتَ في

صَلاح العلى وَالخَلق ما زلتَ تَسهَرُ

أَضاءَت بك الدُنيا فَزال ظَلامُها

فَأَيّامها مِن نُور وَجهك تُسفرُ

وَكانَ لَدَينا الدينُ قَد ضاعَ حَقّه

وَلَم يَبق مِنهُ غَيرُ عَين تَحدّرُ

بَعَثتَ إِلى يَغمور بِالصُلح مُعلِماً

وَقُلت عَساه بِالبَصيرة ينظُرُ

فَلم يَغتَبط بِالصُلح جَهلاً وَغَلظةً

فَيا عَجَباً مِن خاسرٍ كَيف يَخسَرُ

أَرَدت بِأَن تَهديه للرُشد وَالهُدى

وَكَيفَ يَرى رُشداً شَقيّ مُغَيّرُ

فَإِنَّك لا تَهدي مَن اِحبَبتَ لِلهُدى

أَتَدفع عَنهُ ما عَلَيهِ مُقَدّرُ

أَبى اللَه إِلّا أَن يَخصّك بِالهُدى

وَيُعطيك في أُخراك ما هُوَ أَكثَرُ

وَيَحرِم يَغمُوراً جِهادَ عَدوّنا

وَيَجعَله في بَحر بَأسك يُغمَرُ

فَأسبِق بِهِ فَهوَ الجِهاد بِعَينهِ

فَحَتّى مَتى في الدّين يَغمور يُقصرُ

فَتَأخُذُه قَهراً وَتَملِك أَرضَه

فَأَنت عَلَيهِ في المَلاحِم أَقدَرُ

أَيَنسى نَفيض إِيسَلي ثمّ وَجدةً

وَيَوم تَلاغٍ وَالقَنا تَتَكسّرُ

وَقَد سَطعت بيضٌ خِفافٌ صَوارمٌ

وَقَد حَجَب الشَمس المُنيرة أَغبرُ

وَلا شَمسَ إِلّا وَجه يَعقوب إِذ بَدا

تَراه لَدى الهَيجاء وَالحَرب تُسعرُ

وَيَغمور قَبل الحَرب يحلِفُ أَنّه

إِذا ما اِلتَقى الجَمعان لِلأَسر يَذعرُ

فَلَمّا رَأى أَسيافَكُم تَستَبي الطلى

وَأَبصَر خَيل اللَه كَالأسد تَزأرُ

تَولّى عَلى أَعقابِه مُتَحَسّراً

فَأَين مَضَت أَيمانُه وَالتَجَبّرُ

أَيَجحد يَغمورٌ فَضائلك الَّتي

إِذا عُدّدت عِندَ الوَفا لَيسَ تحصرُ

وَأَنتَ الَّذي أَنقَذتَ دِرعاً مِن الرَدى

وَكانَت بِها الأَعرابُ لِلنَهب تكثرُ

قَطَعت لَهُم قَصداً جِبالاً تَصعّبت

تُرى العيسُ فيها وَالسَوابق تخبرُ

فَلَمّا حَللت السَهل أَرسَلت ماجِداً

تذِلّ لَهُ الأَملاك ساعَةَ يَظهَرُ

بِأَولادِ عَبد الحَقّ قَد ظَهَر الهُدى

وَصارَ النَدى قَد يَمّم الغَرب يَقطُرُ

أَتوا قاصِدين الغَرب وَالظُلم عَمّه

فَصارَ بِهم يَسبي العُقول وَيُبهَرُ

وَقَد قالَ خَيرُ العالَمين مُحَمّد

يَكون لَكم بَعدي لَدى الغَرب معشرُ

بِهم يَعتلي الإِسلام بَعد اِمتِهانه

وَيَرجع في أَثوابه يَتَبَخترُ

وَأَرجو مِن الرَحمَن أَنَّكُمُ هُمُ

فَفي فِعلكم هَديُ المَآثر يَظهَرُ

أَبا يوسفٍ أَنتَ الغِياثُ لِدِيننا

أُولو العلم في أَخبارهم بِكَ بَشّروا

سَتَملِكها غَرباً وَشَرقاً وَقِبلَةً

وَجَوفاً فَهَذا في كان الجفرِ يُذكرُ

طُلَيطِلة تَغزو وَيَفنى مَليكها

وَإِشبيليا عَمّا قَريب تُذَكّرُ

مَرينُ أَلا قُودُوا الجِياد لِنَهبها

وَلِلغَزوِ يا أُسد الفَوارس فَانِفِروا

لَقَد سَكَن الأَعدا مساجدَ ربّنا

وَكانَ بِها قَبلُ المُهيمنُ يُذكَرُ

فَعادَت إِلى الخِنزير وَالشّرك مسكناً

وَبُوقاتُهم فَوق الصَوامع تَزمُرُ

وَكَم غَنِموا مِنّا حِساناً كَواعِباً

وَغُزلانَ درّ في المَقاصير تُقصَرُ

وَكَم أَيتَموا مِنّا بَنين أَصاغِراً

فَأَكبادُنا مِن حالِهم تَتَفطّرُ

يَظنّون أَنّ الدَهر قَد نامَ عَنهُمُ

وَأَنّ عُلاهُم لا تَزال تُظفّرُ

أَما عَلِمُوا أَنّ الإِلَه يُبيدهم

بِجَيشِ مَلِيكٍ نصرُه مُتيسّرُ

هُوَ الملك المَنصور ذو المَجد وَالعُلا

أَبو يوسف غَيثُ الغَمام المطهّرُ

فَلو قيلَ لِلإِسلام مَن كُنت تَرتَجي

لَقالَ لَنا يَعقوب ذاكَ الغَضَنفَرُ

وَما هُوَ لِلإِسلام إِلّا مُهَنّدٌ

بنوه لَهُ حَليٌ أَنيقٌ وَجَوهَرُ

فَمَن كَأَبي الأَملاك مَن مثلُ يوسف

تَخال النَدى مِن كَفّهم يَتَفَجّرُ

يَزينهم علمٌ وَحلمٌ وَعفّةٌ

وَجودٌ سَكيبُ الوَبل لا يَتَعذّرُ

فَلا زالَ هَذا الملك فيك وَفيهمُ

يُحسّنهُ الرَحمنُ لا يَتَكدّرُ

إِلَيكَ أَميرَ المُؤمنين قَصيدةً

تُعجّزُ من في الغَرب وَالشَرق يشعرُ

ثَناؤكُم فيها اللآلي نظّمت

وَذكركم مِسكٌ ذكي وَعَنبرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عزوز الملزوزي

avatar

عزوز الملزوزي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Azzouz-ElMalazouzi @

12

قصيدة

1

الاقتباسات

74

متابعين

أبو فارس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد. يعرف بعزوز الملزوزي نسبة إلى ملزوزة إحدى قبائل زناتة. وهو من أهل مكناس كان شاعر دولة المنصور المريني والأديب الملحوظ في بلاطه. كان ...

المزيد عن عزوز الملزوزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة