الديوان » عمان » أبو مسلم البهلاني » علمت ربي ولا عين ولا أثر

عدد الابيات : 61

طباعة

علمت ربي ولا عين ولا أثر

ولا ظروف ولا شرط ولا صور

ما فات علمك موجود ولا عدم

جار بعلمك ما تأتي وما تذر

وليس علمك موقوفاً على حدث

ما كان أو لم يكن يجري به قدر

والاستحالة والامكان حكمها

وفق المشيئة أن شئت مقتصر

قدرت شيئاً محالاً ثم تجهله

سبحان سبحان حق القدر ما قدروا

ما للطبيعة تنزو فوق مركزها

ومالها في الذي تنزو له أثر

أليس نفس الهيولي لا يحركها

إلا المعلل والمعلول مقتسر

والحد والرسم والأشكال والصور

والحل والعقد والابرام والغير

والكل والجزء مما كان ممتنعاً

وغير ممتنع في اللوح مستطر

وكل ما كان موجوداً ومنعدماً

فمن ارادته لا شك مؤتمر

أيجهل اللّه أمراً نحن نعلمه

إن ليس تحصره من جنسه صور

من أمره اللم يكن واللا يكون وكن

فكيف يجهل ما يستحصل البشر

من ذا أفاض علينا ما نحصله

من العلوم وما تستدرك الفكر

هب القوى أدركت فالمدركات لها

قيودها العلم والادراك والنظر

ومن أمد القوى حتى يحصل في

من كان هيأها حتى بدا الأثر

وهل معارفنا إلا مواهبه

والكسب في ضغطة التكوين منحصر

أنحن نعلم بالتعقيل منعدماً

وخالق العقل عنه الأمر مستتر

إن شاء شيئاً فذاك الشيء يعلمه

أو لم يشأه انطوى عن علمه الخبر

من أوجد الشيء من لا شيء يجهله

كيف استقام له الايجاد والأثر

والجهل بالصنع عجز لا تقوم به

على كمالاتها الأكوان والفطر

إن كان يجهل شيئاً قبل موقعه

فإنه قبل ذاك الشيء مفتقر

ما الشأن في الذات قبل الخلق في أزل

قد عزها العلم لا سمع ولا بصر

استغفر اللّه هذا الكون علة عل

م اللّه أم كيف هذا العلم يعتبر

قد قف شعرى من خطب خذيت له

تكاد منه السما والأرض تنفطر

آها على فلتة جاء البصير بها

قد خاصمته عليها الآي والسور

أقول للعقل والبرهان في يده

هلا حكمت وأنت الفيصل الذمر

سلبته صفة ذاتية وجبت

لذاته حيث لا كون ولا فطر

فحينً أوجدها صنعاً أضفت له

علماً يساوق ما يجري به القدر

هلا حكمت بأن الذات عالمة

بنفي أضدادها من قبل أن ذكروا

هلا حكمت بأن الذات فاعلة

بالاختيار لما تأتى وما تذر

لو لم يكن علمه بالشيء يسبقه

لكان بالطبع أو بالجبر يقتدر

لو كان يختار أمراً ليس يعلمه ان

حل الوجود لما تأتى به الخير

يدبر الأمر مطوياً على غرر

إن كان يغرب عن إدراكه الغرر

ما كان أغناه عن تدبير صنعته

إن كان يجهل قبل الصنع مالخبر

سبحان ربي تقديساً لعزته

في علمه النفي والاثبات منحصر

بالذات للذات معلوماته انكشف

ماثم واسطة في الذات تعتبر

وكونه النفي والاثبات حكمته

يقضي بادراكه المنفي لو نظروا

أأوجبت علمه آثار قدرته

فيلزم الجهل لو لم يظهر الأثر

لو كان ذاك لمست ذاته علل

إذ الصفات إلى الأحداث تفتقر

أو يلزم الدور فيها أو مرادفه

أو ليس يعلم إلا حين يقتدر

هب أنه لم يشأ شيئاً فاعدمه

أكان ما شاء نفياً عنه يستتر

أم كان ما لم يشأه الحق منفعلاً

لذاته قادر في نفسه قدر

أو كون ما كان معدوماً تقدمة

أم صده جل عنه العجز والخور

ما للعقول على أقوى بساطتها

ضلت فلم تفنها الآيات والنذر

تحكمت في صفات اللّه جاعلة

حقيقة الذات للعلات تأتمر

قضية أثمرت تعطيل منشئها

ليت القضية ما كانت ولا الثمر

ليت التنور بالاسلام ينبذها

إلى الذين برسل اللّه قد كفروا

كم في القرآن ولو شئنا تدل على

إن الذي لم يشأ في العلم منحصر

لو شاء إذهاب ما أوحى لأذهبه

أو شاء جمعهم بالحق لابتدروا

أكان يجهل ما لو شاء أوجده

قبل الوجود وعنه تنبىء السور

لو كان ما يلزم المشروط يجهله

فعن حقيقة ماذا يصدق الخبر

ماذا دهى الزيغ من خطب الكليم لو

أن العقول إلى الأنصاف تبتدر

انظر فسوف تراني كيف أبرزها ال

علم الحقيقي إن لم يخطىء النظر

ترى التعلق بالحال التي فرضت

على المحال بصدق الحال تعتبر

أكان يجهل دك الطور وهو على

مرساه لم ينتقض من بينه حجر

ألم يحط قبل تكليم الكليم له

أن ليس يدركه عقل ولا بصر

المستحيل ومتروك الإرادة وال

مخصوص بالفعل مما رجح القدر

معلومة حسب ما هيأتها وعلى

ما اختارها مالها في نفسها خير

وعلمه ذاته والذات سابقة

والما سوى مطلقاً للعلم محتظر

هذا هو الحق لا أبغي به بدلاً

بأي حال ولو عادتنى العصر

إني لأنصر ذا حق يقوم به

والمؤمن الحق للايمان ينتصر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مسلم البهلاني

avatar

أبو مسلم البهلاني حساب موثق

عمان

poet-Abu-Muslim-Al-Bahlani@

248

قصيدة

1

الاقتباسات

141

متابعين

ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...

المزيد عن أبو مسلم البهلاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة