كرموا الفضل في رحيب مكانه

كرِّموا الفضل في رحيب مكانِهْ

وأجلُّوه في خصيب زمانِهْ

واذكروا صاحب السماحة فينا

من يديه والوحي من وجدانه

شاعر الدولة الحريص على الدو

لة في سرّه وفي إعلانه

واذكروا عدله وإحسانه في

مرتضى حكمه وفي سلطانه

والسجايا الحسان للسيد الكا

مل في بيته وفي ديوانه

ووفاء الإلف الذي فقد الإل

فَ فكان الكريم في أحزانه

وطوى الخافقين يسأل عنها

وهي في قلبه وفي أجفانه

كاد من شدة الأسى يهجر العا

لم لولا العزاء في إيمانه

وكأن الأشجان في كل نفس

هي من شجوه ومن أشجانه

لم يضع صبرُهُ على الخطب فيها

ما لها من حنوّه وحنانه

أكبروا الأسرة التي أنجبته

علماً في جلاله وبيانه

والذي ناله من الملك الصا

لحِ أجر الصنيع من رضوانه

لقب الرتبة التي هي حق ال

علم في ذمة الحمى وضمانه

شرف الشعر في الحمى أن يكون ال

شعراء السراة من أعيانه

وسمو النبوغ أن يجد النا

بغ مثل العزيز من أقرانه

وإذا ما تمكن الملك في الأر

ض لقوم فالشعر من أركانه

وهو للملك في مكان اللآلي

واليواقيت من عُلا تيجانه

وأجل الغزاة من فتح الأم

صار منهم بعقله ولسانه

يا صحاب العزيز في سيرتيه

ورفاق العزيز في ميدانه

جمعتكم قربى الوزير إليه

في الرواء المشهود من بنيانه

والتقيتم له وفيّين بالعه

دين في عيده وفي مهرجانه

من بساتينكم أتى يأخذ اليو

م كما تأخذون من بستانه

فلكم من حديثه ما اشتهيتم

ولكم ما اشتهيتمُ من خُوانه

ولكم من صديق قيس ولبنى

محكمات ابتداعه وافتنانه

بعث العاشقين بعد البلى بي

ن أساطير فنِّه وعيانه

وأعادت حياة عباسة قد

رته بين فكره وبنانه

تحفة في محاسن الخلد جاءت

من مقاصيره وفي ألحانه

رب ذكرى أعادت الميت حياً

في جديد الثياب من أكفانه

يا عزيز الوادي زمانك هذا

في سلام الوادي وفي اطمئنانه

وجد اليوم أهله والتقى في

ك الأديب الغريب في أوطانه

واستوى في النجوم من بعد ما كا

ن الخفي المجهول في عرفانه

شاعر العصر أنت وهو اعتراف

لك من شيبه ومن شبانه

وأنا المخلص الذي كلُّ ما ير

ضيك في وسعه وفي إمكانه