خطبت الخطاب الفخم في المحفل الفخمِ

وأعلنت ما تنوي وتملك من عزمِ

وقلت فلم تترك مكاناً لريبة

ولا موضعاً للظن فيك وللوهم

بشائر بالعقبى لواديك أطربت

وفي كل واد ما يصمُّ وما يصمي

دوت منك في جو البلاد فأفهمت

وكان سماعُ الأكثرينَ بلا فهم

وجاءتك بالنجوى وكانت تسرها

طوائف ما هانت لغُرْمٍ ولا غنم

وإن لم يُعدِّل علم ذي العلم خلقه

فلا خير في خلق ولا خير في علم

حساب الأخ المأمون للأخ تبتغي

بعيداً من الدعوى بريئاً من الظلم

وما ثأرُ خصم عند خصمٍ تريده

ولكنه حقٌّ على القَرْم للقرم

وكل تقاض واحتكام موفقٌ

إذا لم يعالج بالضغينة والذم

وحربك حرب الأنبياء تخوضها

قوياً بلا سيف كمياً بلا سهم