لا أعرفُ اسمَكِ
> سمني ما شئتَ
لستِ غزالةً
> كلا. ولا فرساً
ولستِ حمامة المنفى
> ولا حُوريّةً
من أنتِ؟ ما اسمكِ؟
> سَمِّني، لأكونَ ما سَمِّيتْنَي
لا أستطيع، لأنّني ريحٌ
وأنتِ غريبةٌ مثلي، وللأسماء أرضٌ ما
> إذنْ، أَنا «لا أحَدْ»
> لا أعرف اُسمكَ، ما اُسمُكَ؟
اُختاري من الأسماء أَقْرَبَها
إلى النسيان. سَمِّيني أكُنْ في
أهل هذا الليل ما سَمَّيْتني!
> لا استطيع لأنني امرأةٌ مسافرةٌ
على ريح. وأنت مسافر مثلي،
وللأسماء عائلة وبيت واضح
فإذن، أنا «لا شيءَ»...
قالت «لا أحد»:
سأعبئ اسمك شَهْوَةً. جَسَدي
يلمُّك من جهاتكَ كُلِّها. جَسَدي
يضُمُّك من جهاتي كُلِّها، لتكون شيئاً ما
ونمضي باحِثيْنِ عن الحياة...
فقال «لا شيء»: الحياةُ جميلةٌ
مَعَكِ... اُلحي
محمود درويش (1942–2008)
يُعد محمود درويش أحد أعمدة الشعر العربي المعاصر، ورمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية. اقترن اسمه بشعر الثورة، وارتبطت كلماته بحلم الوطن المسلوب، حتى غدا صوته لسان حال الفلسطينيين ...