الديوان » سوريا » شبلي الأطرش » طاف هم القلب واشتد البلا

عدد الابيات : 76

طباعة

طاف هم القَلب واشتد البَلا

كُل ما قُلنا غَدا طال الأَمَد

لَو بيدي المَوت أَنا عُمري بِلا

وَآهنوا اللي مع الناوي يَمد

انعطف دَمعي عَلى خَدي شَلا

وَأَشعَلت في ضامِري نار الوَجد

خانَني الدَهر المشقا وَيشلا

تاقطع جمارنا اجهد وَجد

طاف هم القَلب عاروس العُلا

عاسماً سيناب مثل الغيم سَد

ضاع عُمري بَينَ لا عل وَعُلا

وَالفَرج بوجوهنا بابو اِنسَد

وَارزم الدلال من وَجدي وَغَلا

فَوق ملال العضا حط الفؤاد

سُوم نَفسي بِفلس عِندي بالغَلا

وَإِن شروها قلت أَنا فيها فواد

هاج قَلبي وَماج مِن وَجدي وَمَلا

وَطاف بَحر الفَن بِموجه زبد

وَالقَلم مِن فُوق طَليحة مَلا

بُيوت اللي يفهموا ند وَزباد

يا قَلب ما حل بالي يَنسلا

خلنا في همنا حِنا بعاد

قال شَحمي من غَرامي اِنسلا

لَو وَطنا بَعد مضموني بعاد

يا قَلب جَرحي غَفر عاشلشلا

حاض ما نفع المَراهم وَالضماد

كان أَبو المَضمود بَعدي شلشلا

مُت مِن وَجدي بِلا مَد وَضماد

يا مَهد لف ليش ضيقت الفَلا

طيع شوري وَجوز يكفانا نكاد

قال لي ما طُول أَنا غايب فَلا

نَستَطيع الصَبر وَالسَلوى نكاد

يا قَلب لَو لآن صَوتي زَلزَلا

ما فَزع عاصياً حِنا مِنهُم جِياد

لَو دُموعي فيض هُم الزَلزَلا

ما يفكون التُرك مِنا جِياد

طيعني ما غَير هُون وَأَقبَلا

وَاتعظ وَالصَبر للإِنسان زاد

قال لي مَمدوح باشا أَقبَلا

ذول شيل هُمومهم عَالكُل زاد

قُلت ذولي عجهم ملا الخَلا

تَقارضوا وَمِن كيسنا صار السَداد

قال سَعدك بِالقَدر يَوم إِن خَلا

صار بر الشام في وَجهك سَداد

قُلت سَعدي قفل شال وَحملا

يَوم نخنا عِندَما شب الطراد

لَو صوافنا عليهم حَملا

كان أَحلى مِن شُرب شَهد الطراد

قال لَوم النفس ما يَجني حَلا

ذوق طَعم الترك يا عفن الولاد

لَو تشوبش يُوم غَنوا ما حَلا

كان ما جابوا الحَراير وَالولاد

قُلت ربعي اللي حدوني عالبلا

العامية شيوخهم كثر الجَراد

قال خير مِن المَقابر وَالبَلا

وَاهنوا اللي مع العانة جرد

كان ما صاد الشبك يُوم اِنصَلا

وَلو اتثق بالأَيمان خوان العهاد

قُلت شاخوا بالشَباب الهملا

وَالوباش تقلطوا فُوق الشداد

ضيعوا حوران مثل الهملا

وَحسبوا مِن غير مرساهم شداد

يا قَلب مَن كانَ يَمشي أَولا

لَو بحوران العدية أَلف جاد

شُوف كيف الربع خلونا أَولا

وَبات من ضيم الرفاقا بي وَجاد

قال أَخير وَمية آية منَزِلا

وَحَق خلاق الكَواكب وَالشداد

مَن الَّذي جاب الرَجل مِن منزلا

ببوق ما هوَ عانِقاً وَعدو شداد

قَلتلو يا قَلب بلكي ينجلا

هَمنا وَنعود عا بلاد الجَواد

قال بحر اللي عن وَطانو جَلا

وَعاد أَما جرحنا معضم جَواد

قلتلو أَيوب من قبلي اِبتَلا

وَيوسف الصديق عايعقوب عاد

قال ذولي عزمهم ما يبتلا

مثل عزمك لابتلى الحواب عاد

ذول من أَهل العَزايم وَالوَلا

ذو من أَهل الخصاصة وَالرَشاد

ما يقاسوا للذي زَينوا وَلا

ذوقوا بَعد الحَلا زوم الرَشاد

قال مثلك أَنتَ سُكان الفَلا

العشاير شوف خلوها رَماد

كَم صَدر الحُكم بالخونة فَلا

وَالَّذي ما يشوف بعيونو رَمد

غَير رَبك بالخفية من علا

يحلها من فوق حَلال العقد

يرحم اللي طاح يدوي من علا

وَشاف عج المَوت مِن فوقو عقد

بَعد ذا شديت هجنا حيلا

نيتي لنهم يَقضوا لي مَراد

فَوقَهم طَقم البريسم كللا

وَالكَوار مرصعة مثل البَرد

وَانحرون المير حيث الكُل أَلا

اسجدوا عالأرض وَاعطوه البَرد

سهجوهم بِأَرض نشحين المَلا

وَزملون الدَرب مِن عِندي طراد

تَزهبوا وَخراجكم خذوا مَلا

الضَيف عِندَ التُرك لاجا يَنطرد

الصُبح مِن سيناب قوموا لي عَلى

هجن ضمر مثل غُزلان الحَماد

وَانحروا هك الرَوابي وَالعُلا

الدَرب عالقيصر وَضيفوا بِهِ حماد

مِن الفَجر يَوم المؤذن هَللا

ثُوروا من عند أَخو شيخا حَمَد

ما لَهم بِأَرض التُرك مهللا

نحروهم أَدنا قبلي حَماد

عا حلب يَمشوا بقفار وَسَهلا

وَظَنتي يَلفون جلق عَالبراد

ريضوا ميتين أَهلاً وَسَهلا

وَريحوا بِالشام موردها براد

يوم تالي الليل وَالضَو اِنجَلا

تَقهقروني فَوق عمدان الشداد

وِاِنحَروا زبن المجنا وَإِن جَلا

أَمير قَيس اللَيث خواض الشداد

مقيم في لُبنان تاج أَم العلا

خاص من عالي الرُتب أَباً وجد

بَعد ما جابوا الدَراهم لَو عَلى

وَعا الَّذي من حوكنا مالو وَجد

نُوخوا وَأَردوا صَوافي منهلا

وَاشرحولو كيف خَلونا بداد

وَالمُروءة قَد ورثها من هلا

خاص من عالي الرُتب بين البداد

إِصرَخوا وَانخوا الأَمير الهايلا

مصطَفى من آل رَسلان الطَواد

المعضلات من النَوايب هاي لا

ما اِندرق عَن مثلنا في طواد

عَنتر الفُرسان راعي الأَولا

حاتمي الأَخلاق من طبعو جَواد

إِن نادبك يرضيك إِن قلك وَلا

وَبِالكَرَم ينطي الدَراهم وَالجَواد

بهلوان الدهر أَمير مبجلا

صاحب الرايات إِن ضاقَ النَفاد

زبن غطروفاً زَها لَهُ بِالجَلا

مخدراً عارنكها خشف النفاد

الكَريم بحاجتك لا تَسألا

لَو نظركم وَالتفت يَقضي المراد

ظنتي عَن شغلنا ماله سَلا

أَم ببر الترك بَعد النا مراد

رد يا مير الجبل عااللي اِنشلا

وَالفَتى لا رَد عاضن بِالشراد

يفرج الغرقان رجلا ينشلا

وَغير بي فكو للمسر كل ايش راد

إِن كانَ من ناديك ماذُقنا حلا

لازم أَنا ننشر الراية سَواد

المسركل ذاب جسمو وَاِنحَلا

تاه رَأيه وَضاع ما بين السَواد

ثُمَ صَلوا عالنبي المُرسَلا

المُصطَفى المَبعوث مِن قبل وَبَعد

يلهم السُلطان بِأَمر مُرسَلا

يَرجع المثلي عَن وَطانو بَعد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شبلي الأطرش

avatar

شبلي الأطرش حساب موثق

سوريا

poet-Shibli-al-Atrash@

59

قصيدة

144

متابعين

شبلي بك الأطرش الكبير. شاعر زجلي مشهور، كان زعيماً للجبل، وقد أبعد إلى الأناضول. له ديوان شعر جله في الشروقي والزجل والحماسة والفخر والأدب.

المزيد عن شبلي الأطرش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة