شبلي شميل (1850–1917) هو طبيب ومفكر لبناني بارز، يُعَد من أوائل مَن تبنَّوا نظرية النشوء والارتقاء في العالم العربي، ودافع عنها بقوة، رابطًا إياها بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.
وُلد في كفر شيما جنوب بيروت، وتلقى تعليمه في مدرسة المرسلين الأمريكيين، ثم التحق بالكلية السورية الإنجيلية (الجامعة الأمريكية في بيروت لاحقًا) لدراسة الطب، وتخرج عام 1871 برسالة تناولت تأثير الإقليم والغذاء والتربية في التكوين الإنساني، وفيها أيد مبادئ داروين.
سافر إلى باريس عام 1875، وتعمق في الطب والفلسفة، متأثرًا بأفكار الفيلسوف الألماني بخنر، وبالفكر المادي والعلمي الذي يرى في العلوم الطبيعية مفتاحًا لفهم العالم. ثم استقر في مصر وبرز كطبيب معروف، وأصدر مجلة طبية شهرية باسم «الشفاء» عام 1886.
انشغل شميل بالفكر أكثر من ممارسته للطب، وكرّس حياته للدفاع عن نظرية التطور والعلمانية، معتبرًا أن الدين سبب للفرقة الاجتماعية، ودعا إلى فصله عن السياسة. وقد شارك مع سلامة موسى في إصدار صحيفة «المستقبل» عام 1914، لكنها توقفت سريعًا.
ورغم خلفيته المسيحية وتوصيف البعض له بالإلحاد، إلا أنه عبّر عن احترامه للقرآن، مشيدًا بمرونته ومبادئه الاجتماعية.
من أهم مؤلفاته:
فلسفة النشوء والارتقاء
الحقيقة
مباحث علمية واجتماعية
آراء الدكتور شبلي شميل
بالإضافة إلى تحقيقات علمية في كتب أبقراط وابن سينا.
توفي في القاهرة عام 1917 بعد صراع مع مرض الربو، مخلفًا إرثًا فكريًّا مؤثرًا في مسيرة النهضة العربية.