الديوان » سوريا » خليل شيبوب » أجيري الذي بهواك استجارا

عدد الابيات : 29

طباعة

أجيري الذي بهواك استجارا

محبٌّ عليه غرامكِ جارا

رأى زرقةً بين عينيك قد

وسعت السماء بها والبحارا

فأعطاك قلباً ونفساً وعقلاً

وفكراً وهذا الشباب خيارا

إذا انعكس النور من مقلتيك

أضرم بين الجوانح نارا

وإن رفرف السحر في شفتيك

ابتساماً فرفرف قلبي وطارا

أرى أن روحي قد عُلِّقت

بمثل نثير الهباء مثارا

وإن الزمان توقف عن سي

ره وترى قبلها الدهر سارا

وأَنَّ الحياة تجلت وأن النعيم

بدا والشقاء توارى

وأن لا صباح وإن لا مساء

وإن لا ظلام وإن لا نهارا

تبارى بنفسي معاني الوجود

سوى الحب فهو الذي لا يباري

وما الحب في العمر ألا محيطٌ

على قطبه فلك العمر دارا

ملكتُ بقلبي حبنك وهو

كنوزٌ فما عدت أخشى افتقارا

وعمري في البعد عنك عثارٌ

وعنك لستُ أخافُ العثارا

فمن ناظريك المنى تستهلُّ

إلى النفس كالنجم حين أنارا

وكم عبث بالنهى مقلتاك

فهام الفؤاد وضل وحارا

وقبل الهوى كان عقلي صحيحاً

فلا تسألي بعده كيف صارا

خذي من فؤادي عواطف صدري

فقد ضج صدري بهن وثارا

طمت مثل ماءٍ طمى في الحياض

ولكنه لا يُصيبُ انحدارا

عشقتك حتى فقدتُ القوى

بحرب الورى لا أروم انتصارا

أدافع السنة الناس عنك

وعني وهي تحاكي الشفارا

فتجرح هذي الجسوم حِراراً

وتجرح تلك النفوسَ حرارا

فديتك هذا الورى ليس يفهم

إلّا لجاجَ الضلوع أوارا

وإضرامَ جسمٍ وإطفاءَه

بما فيه سرُّ البقاءِ توارى

وهل ي الورى غيرُ إطماعهم

يدارونها وهي ليست تدارى

وحب بطانتُه الكبرياءُ

تبطَّنَ منهم نفوساً صغارا

وشرط المحبة في الكون أن

تعيدَ صغار النفوس كبارا

إلا أنني بينهم عنهم

بعيدٌ كأني سكنتُ القفارا

أُشاغل قلبي فاسقي به

غراسَ هواكِ وأرجو الثمارا

وما هي إلا رضاكِ وأَن

تُجيري الذي بهواك استجارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

78

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة