الديوان » سوريا » مصطفى خضر » موت النص

كلُّ هذا النصِ وجهٌ أم قناعٌ؟
واحتفال الجمعِ فيه مرضٌ أم لعبةٌ
تملي على الكائنِ شيئاً تدعيهِ كلمهْ!
سلطةٌ يلغو بها الغائبُ، يلهو،
ثم يسهو، وينامْ..
قبلَ أن يعروَهُ برءٌ شبيهٌ بالسقامْ!
ولهُ أن يخلطَ الإيقاعَ بالإيقاعِ،
أن يجمعَ أشكالَ نثارٍ وركامْ..
قبل أن يحتكمَ المتنُ إلى حاشيةٍ محتدمهْ
قبل أن تُستهلكُ الذاكرةُ المنقسمهْ!
قبل أن ينفجرَ الشاعرُ في النصِ، ويطويهِ قتامْ!
قبل أن تمتصَّ ألفاظٌ دمهْ!
قبل أن يختلطَ النسيانُ بالذكرى،
ولا يشهدَ في أجزاءِ مرآةٍ غريمهْ!
***
أيَّ معنى تنتجُ الرؤيا الكتيمهْ؟
كل ما قيلَ، وما كانَ، كلامٌ في كلامْ!
والجماهيرُ، التي تعلكُ في وحشتها سيرتها،
تعيا بما ترأى، وتسلو، وتلامْ..
إنما يغلبها شيءٌ تراهُ ذهباً،
معدنهُ هذا الرغامْ!
ثم يشويها على نارِ حلالٍ وحرامْ!
هل يسلي روحها الضدُّ الذي يكتملُ التاريخُ فيهِ
بنظامٍ عالميٍ، ونظامْ...
***
الجماهير إذاً منهزمه
عبأتها شبكاتٌ، واهتدت للسوقِ روحٌ هرمهْ!
وتغنتْ، ثم حنتْ، ثم حلتْ في بيوتٍ وخيامْ
ثم كانَ البدءُ إذ آن الختامْ!
الجماهيرُ التي تفتتحُ النصَّ بأسماءٍ وأجناسٍ،
وتحيا وحدها متهمهْ!
وتعاني، بعد أن تفسدها أوبئةٌ، طيبَ مقام
لم يطبْ فيهِ المقامْ...
وحدها تدخلُ في تجربةٍ ، تختلُّ ما بين اضطرابٍ وزحامْ!
لمَ لا تنقذها رؤيا، ويحميها سلامْ!
***
بيئةٌ ساحرةٌ، مسحورةٌ، أولى، قديمهْ
رثَّ فيها كلُّ وجهٍ، كلُّ صوتٍ..
نزفتْ حنجرةٌ فاسدةٌ أو وخمهْ
خرجتْ من عالم النصِ.. وكانت صرخةٌ مضطرمهْ!
***
هذه الصرخةُ ليستْ صرخةَ الطفلِ،
إذا ما انشقت الرحمُ عن الضوءِ،
وليستْ من خصابٍ يفتحُ الكوةَ للشمسِ،
وليست قمراً يقسمُ فخذين على مذبحِ عشقِ،
ليستِ الماءَ الذي يقذفهُ الينبوعُ،
إذ طيرتِ الشهوةُ سرباً من حمامْ
واهتدت للمهدِ في ليلِ قوى حالمةٍ أو هائمهْ!
هذه الصرخةُ من نثرٍ نبيلٍ وجميلٍ
جمعتْ أوراقه في حجرةِ الحبرِ احتفالاً بالمقامْ..
ربما تضطربُ الانَ بنارِ الشعر والرؤيا..
وللشاعرِ أن يغرقَ في كأسِ مدامْ
عله تشربهُ الخمرُ، وينسى التمسيهْ
قبل أن يستكشفَ اسمهْ!
*
أيُّ وقتٍ لنشيد دائمٍ أو لحياةٍ دائمهْ!
ما الذي ينضجُ فيهِ؟
حيلةٌ أم لعبةٌ؟ أضحوكةٌ أم ألهيهْ؟
هذه برهةُ رؤيا واهمهْ!
لمَ لا ينكرُ حلمهْ!
كلُّ ماكانَ كلامٌ في كلامْ
هذه اللذةُ في ثرثرةٍ كانتْ خداعاً..
هذه السلطةُ تهمهْ!
فلماذا لا يموتُ النصُّ، والمعنى حطامْ
***
ما الذي يفعلهُ السِّحرُ؟
وهل تجدي تميمهْ؟
ليكنْ فيءٌ وضوءٌ، وليكن ظلٌّ ونورْ
ووضوحٌ وغموضٌ وخطابٌ وحجابٌ،
وانزياحٌ واختلافٌ، وغيابٌ وحضور،
إنما أشياؤنا، أعضاؤنا، كاملةٌ أو سالمهْ!
***
هذه اللعبةُ تمتْ، وانتهتْ،
وابتدأت في الخاتمهْ!
***
كيف لا تكتملُ الآنَ الجريمهْ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مصطفى خضر

avatar

مصطفى خضر حساب موثق

سوريا

poet-mustafa-kheder@

13

قصيدة

69

متابعين

مصطفى عباس خضر, شاعر وباحث سوري ،ولد عام 1944 في بولص – سورية, ولد في إحدى قرى حماة ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة حمص حيث أنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي ...

المزيد عن مصطفى خضر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة