أي: دُرَر هذا التاج، أو مفاخر الشرق، هي فرائد في عقدي أنا، أي أنني (مصر) أضمّ أعظم ما في الشرق من مجد وتاريخ.
"فرائد": جمع فريدة، وهي الجوهرة النادرة.
كأن مصر تقول: الشرقُ يتزيَّن بي كما يتزيَّن الرأس بالتاج، بل إنّ درر هذا التاج مستخرجة منّي
كُهول": الرجال في منتصف العمر، أكثر مراحل الرجولة نضجًا وحكمة.
"ملء العيون": أي مُبجّلون، محترمون، يلفتون الأنظار مهابةً.
"مُرد": جمع "أمرد"، وهو الشابّ الذي لم يظهر على وجهه الشعر بعد، أي الفتيان أو الشبيبة.
أي: رجالي بين رجال ناضجين يملؤون العيون هيبة، وفتيان يملؤون المستقبل أملًا وقوة
ثواء": أي المكوث الطويل.
"غمد": غلاف السيف، وهو موضعه عندما لا يُستخدم.
أي: هم كالسيوف الأصيلة، لكنّهم بقوا في أغمادهم فترةً طويلة، فأصابهم الصدأ من الإهمال والزمن.
أينما سِرتَ
أي: حيثما توجهت وسرت في ربوع مصر…
جَدوَلٌ عند كرمٍ
تجد جداول الماء تسير بجانب "الكرم" (شجر العنب أو الأرض المزروعة به)، في إشارة إلى الخير والخصب.
عند زهرٍ مدنَّرٍ
"الزهر المدنر" أي الزهور التي على شكل دوائر أو أكاليل، كأنها مُرصَّعة أو مرتبة، و"مدنر" من "الدَّنْر"، وهو شكل دائري.
عند رندٍ
الرند: نوع من الشجر الطيب الرائحة، مثل شجر الغار أو الآس، رمز للجمال والرائحة الطيبة.
الصَّيقل: هو من يُصلِح السيوف ويُلمِّعها.
القضاء: القدر أو الحوادث الكبرى.
جَلاها: أي أزال الصدأ عنها.
يعني: إذا جاءت حوادث القضاء أو شدائد الزمن، فـ"صقلَت" هذه النفوس كما يُجلى السيف من الصدأ، فإن معدنهم الحقيقي يظهر.
أي: إن كنتم وقفتم هناك، فقد أبصرتم بعض ما قدمته مصر من جهدٍ وبناء وحضارة عبر التاريخ.
"بعض جهدي" تشير إلى أن ما ترونه، رغم عظمته، ليس إلا جزءًا يسيرًا من عطائي وتاريخي العريق.
الجُرد: الخيول القوية، السريعة، التي لا شعر على جلدها (وصف للفرس الشجاع النقي).
مواقع الجُرد: أي أماكن نزولها ومواطن معاركها في البر.
أي: اسألوا الأرض (البرّ) عن أماكن نزول خيولي وبأس فرساني.
حافظ إبراهيم شاعر مصري من الرواد الأعلام ، و أحد قادة مدرسة الإحياء في نهاية القرن العشرين ، ولد في ديروط بأسيوط عام 1871 أو 1872م ، فقد أباه طفلاً ...