عدد الابيات : 58

طباعة

مرحباً بالمتوج الغِطريفِ

حاملاً للعراق بُشرى جَنيفِ

ناهضاً بالثقيلِ من عِبء هذا

الوطن النَكدِ عابِئاً بالخفيف

رجلُ الأمَّة التي أنجبت الف

شريف من بيت هذا الشريف

واخو الوقفة الرهيبةِ والخطبة

تدوي في المحِفِلِ المرصوف

بلطيفٍ من التعابير يجري

في مَدَبٍ من الكلام لطيف

لغة الضاد في فم الملِك الفذِّ

تباهي بحسنِها الموصوف

واذا ما تفاضلوا فَضَلَ الجمعَ

بانقى مخارجٍ للحروف

وربيط الجَنانِ والميتهُ الحمراءُ

ترمي بها اكفُّ الحتُوف

ينقل الخطوَ فوقَ شِلوِ صديقٍ

او على مُخ صاحبٍ مقذوف

عالماً أنَّ خيرَ ما ركب المرءُ

إلى غاية متونَ السيوف

وطريقٍ مشى بها في سبيلِ العُرْبِ

بالشوكِ والأذى مَحفوف

داخلاً في مآزق ليس يخلو المرءُ

في مثلها من التّعنيف

بهرَ الساسةَ الدهاةَ حصيفٌ

ذائع الصيتِ بين كلِّ حصيف

لامعٌ في صفوفهمْ تقع العَينُ

عليه من دونِ مِن في الصفوف

لَمسوا منه في التصافُحِ كفاً

لم يَرَوا مثلَ وقعِها في الكفوف

خَبَّرتْ فوقَها خطوطُ السُلامياتِ

عن أيَّ ماهرٍ عِريّف

عن لطيفٍ في ساعَتيه مَهيبٍ

وأديبٍ في موقفَيه ظريف

وجَموعٍ للحالتين نسيمٍٍ

في ظروفٍ وعاصفٍ في ظُروف

وأرتْهم ملامحَ العَرب الماضينَ

سِيما هذا الطُوالِ النحيف

وجنةٌ تَنطف السرورَ عليها

مسحةُ الهادئ الغيورِ الأسيف

وجبينٌ كغُرّةً البدرَ فيه

أثرٌ للهمومِ مثلُ الكُسوف

لو اطاقَتْ فيه الغضونُ لقصَّتْ

عن عراكٍ مع الليالي ، عنيف

فهُمُ واثقونَ كلَّ وثوقٍ

أنهم واجدونَ خيرَ حَليف

لم يعُقْهُ أمرُ العراق وبُغيا

ثمرٍ للنهوض داني القُطوف

والرزايا تعِنُّ بين تليد

مُعجزٍ حلُّه وبينَ طَريف

عن أماني سورّيةٍ وقلوبٍ

من بنيها ترفُّ أيَّ رَفيف

إن في عيبة الملوك عهوداً

هو في رعيهنَّ جدُّ عفيف

عَبقاتٍ بذكر فيصلَ أيامَ

دمَشقٍ وعهدِه المعروف

ويكاد اللبيبُ يلمُسُ حباتِ

قلوبٍ على نِقاط الحُروف

لا تلُمْ سُوريا اذا بكت العهدَ

بجَفن المولَّهِ الملهوف

إنها ذكرياتُ أمٍّ رؤوفٍ

فَجعوها بواحدٍ مخطوف

مُتعَب الذهنِ بالسياسة لا ينُسيه

أثقالَها جِمالُ المصيف

عكفتْ أنفسٌ هناك على الأفراحِ

والأنسِ بين خَمرٍ وهيف

تاركاتٍ عبءَ البلادِ ثقيلاً

لغَيور على البلاد عَطوف

من دُعاة المألوفِ ما دام فيه

مظهرٌ لائقٌ بشَعبٍ أنوف

فإذا كانَ حِطةً وجموداً

فالعدوُّ اللدودُ للمألوف

وهو بين ذين لا بِعَنودٍ

في الذي يَبتغي ولا بعَسوف

حافِظٌ حُرمةَ الأنوف فإن هيجَ

تَوَلَّتْ يداهُ رغمَ الأنوف

لا برِخوِ اليدَين في نهزه الفُرصةَ

إنْ ساعَدَتْ ولا المكتوف

آخِذٌ بالذي يعِنُّ من الأمرِ

ويخشى مَغَبَّةَ التسويف

يتركُ العُنفَ ما استطاعَ قديرٌ

أنْ يَروضَ النفوس بالتَلطيف

لا أُحابيكَ سيدي وأُراني

لستُ في حاجةٍ إلى التعريف

أنتَ قَبْلَ الجميعِ تَعرِفُ أني

في شعوري أجري على المكشوف

سيدي ليس يُنكِرُ الشعبُ ما قمتَ

بهِ نحوهُ من المعروف

والمساعي التي تَجَشَّمْتَ فيها

ألفَ هولٍ وألْفَ أمرٍ مُخيف

إن ما بين حالَتَيْهِ لَفَرقاً

مثلَ ما بين مشِيةٍ وَوُقوف

وهو يَجزيْك بالجميلِ من الفِعْلِ

جميلاً من الثناء المنيف

قدرت سَعيَك البلادُ فجاءتكَ

أُلوفاً متلُوَّة بألوف

ولأمرٍ يَدوي الفضاءُ هُتافاً

من مُحييَّك فوقَ كلِّ رَصيف

حيث غصَّت بفُرجة الناسِ بغدادُ

وغصَّت بيوتُها بالضيوف

وتبارَى الوفودُ من كل فَجٍّ

كلُّ فرد مُشفَّعٌ برديف

حاملاتٍ اليك تسليمةَ الأهلينَ

من كلّ قريةٍ أو ريف

غيرَ أنَّ البلادَ مازال فيها

أثَرٌ للشَّقاءِ غيرُ طفيف

زُمْرَةٌ ضِدُّ زمرةٍ ولفيفٌ

تَعِبُ النفسِ في انتقاصِ لفيف

وقويٌ باسم الضعافِ مجيلٌ

ظُفْرَهُ في محزِّ ألفِ ضعيف

وأكفٍ شَتَّى تدبّرُ شتّى

لُعبَةٍ من وراءِ شَتَّى سُجوف

ولأنْتَ القديرُ بالرغم مما

عِشْتَ من جَمْعِنا على التأليف

ليس هذا المريضُ أوّلَ من عُولِجَ

من دائِهِ العُضالِ فَعُوفي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

1906

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة