(1)
يقولون: إنك متِّ
يقولون: إنّكِ غُسِّلْتِ .. كُفِّنْتِ ثمّ دُفِنْتِ
يقولون: هذا ضريحك
دنسه الفاجران الرخيصان
ما قمت
ما ثرت
يا دمية الغاصبين الغزاة
لعنت!
(2)
سلام!
على قاتل الغيد و الأبرياء السلام!
على بائع الأرض و الكبرياء السلام!
و بوركتما تصنعان السلام
و بوركتما تنثران الحضارة في مربع الجهل
تبتسمان و تعتنقان و ترتجلان
ألذّ الكلامِ
سلامٌ
(3)
وداعا.. وداعا
فهذا هو القدس ضعنا و ضاعا
وداعا.. وداعا
فها هي ذي ضفة النهر في يدهم
أمة إشتروها و باعا
وداعا.. وداعا
فهذا تراب فلسطين يقطر دمعا
و يندي التياعا
(4)
و يا شعراء العروبة لا تنشدوا
بعدفي هند شعرا
بناتُ اليهودِ أرقُّ دلالًا و أعمقُ سحرا
و راشيل افتك نهدا و أقتل خصرا
و ليلى الغبية لا تحسن الرقص
جاهلة هي كالبهم
راشيلُ أصبحُ وجهًا وأشيقُ عطرا
أغنى لراشيل.. راشيل أحلى
و تسقط هند و ليلى
و يسقط كل رعاة الغنم
(5)
يقولون: أنت انهزمت
يقولون: إنّ فقيرَكِ أثخنَهُ
البؤسُ كيف يطيقُ فقيرٌ
كفاحا؟ يقولون: إن ثريَّك
أفسدَهُ المالُ كيفَ يهزُّ
غنيٌّ سلاحا؟
(6)
يقولون.. لكنهم يكذبون
و أعرف.. أعرف ما يجهلون
أحسك في.. كأن دمائي
رادار نبضك.. أبصر ما يختفي
خلف صمتك.. أواه لو تبصرون
و سوف تقومين.. سوف تقومين.. سوف تقومين
تبقين أنت.. و هم يذهبون
(7)
تموتين؟! كيف؟! و منك محمد
و فيك الكتاب الذي نور الكون
بالحق حتى تورد
و طارق منك..
و منك المثنى..
و أنت المهند
تموتين؟! كيف؟!
و انتِ من الدهر أخلد!
غازي عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس ...