عدد الابيات : 27

طباعة

أهذي أنتِ؟.. أم هذا خيالي

جلاكِ... وبيننا بحرُ الليالي؟

أقاهرتي! تُرى أذكرتِ وجهي

فتاكِ أنا المعذّب بالجمالِ؟

سلي عني المليحاتِ اللواتي

نظمتُ لهنّ ديوان اللآلي

سلي عني أباكِ النيلَ يشهدْ

بصدقي في الصدود.. وفي الوصال

سلي الأهرامَ عن حُبّ عصوفٍ

خبأت دموعه بين الرمالِ

سلي عني من السنوات خمساً

فِداها العُمر! عاطرة الخصالِ

أعود إليكِ.. والأيام صرعى

تمزّقها السنين.. ولا تبالي

فوا أسفاه! عاد فتاكِ شيخاً

يفرُّ من الوجومِ إلى الملالِ

أنوء إذا وقفت بحمل ثوبي

وأعثر حين أمشي بالظلالِ

أأعجب حينما تنسين وجهي؟

نسيتُ أنا ملامحه الخوالي!

مررتُ على الديار.. فضعتُ فيها

غريباً حائراً بين الرجال

فلا الشبّاكُ تومضُ فيه سلوى

ولا هند تطلُّ من الأعالي

ولا المقهى يهشّ إذا رآني

ولا من فيه يسأل كيف حالي

وأين الصحب.. هل آبوا جميعاً

كما آب الشبابُ.. إلى المآل؟

هنا.. كان الصبا يملي القوافي

فأكتبُها.. لأجفان الغزالِ

وكان الشعر يغري بي الصبايا

كما تُغوى الهدايةُ بالضلالِ

هنا.. واليوم أسأل عن حياتي

فأُفجعُ بالجوابِ... وبالسؤالِ

أقاهرتي! افترقنا ثلثَ قرنٍ

فهل لي أن أبثكِ ما بدا لي؟

ذرعتُ مناكب الصحراء.. حتى

شكتْ من طول رحلتها رحالي

وجبتُ البحر.. يدفعني شراعي

إلى المجهولِ.. في جُزرِ المُحالِ

وعانقتُ السعادة في ذراها

وقلبني الشقاء على النصالِ

كرعتُ هزيمةً.. ورشفتُ نصراً

فمات الشهد في سم الصلال

ضحلتُ.. وضجةُ الأصحاب حولي

ونحتُ.. وللنوى وخزُ النبالِ

وعدتُ من المعارك.. لستُ أدري

علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ

وماذا عنكِ؟ هل جربت بعدي

من الأهوالِ قاصمة الجبالِ؟

وهل عانيتِ ما عانيتُ.. جُرحاً

تجهّمه الطبيبُ! بلا اندمال؟

على عينيكِ ألمح برق دمعٍ

أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن غازي القصيبي

avatar

غازي القصيبي حساب موثق

السعودية

poet-ghazi-algosaibi@

41

قصيدة

1

الاقتباسات

1454

متابعين

غازي عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس ...

المزيد عن غازي القصيبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة