عدد الابيات : 34

طباعة

أَغْمَدَ السَّيفَ، مرهقَ الإِنسلالِ

وثَنَى شهوةَ الحصانِ الخَيالي

وتَمَشَّى في شَكِّه الوقتُ رَهْوًا

يَستعيدُ احتمالَهُ باحتمالِ

حَمْحَمَ المُهْرُ، شاعرًا لوذعيًّا

أَفْلتَتْ منه لفتةٌ للشَّمالِ

واستدار المَدَى على أخْدَعَيْه

دورةَ الساعةِ.. انخزالَ الهِلالِ

يُلْجِمُ المُهْرَ كَفُّهُ، وبكَفٍّ

يُلْجِمُ الآهَ مُدْلَهِمَّ السُّؤَالِ

فَتَّشَ الليلَ وجْهُهُ في يديهِ

لم يَجِدْ ما يكونُهُ في الليالي

في ذِئابٍ من التَّوَى ضارياتِ

ودَياجٍ منَ الطَّوَى كالسَّعالي

يُبْدِئُ الهَمَّ، يَلْتَوِي، ويُبادي،

مُقْدِمٌ، مُحْجِمُ الظُّنونِ، انتقالي

شَامَ في ردهةِ الوِهادِ بَصيصًا

ظَنَّ نَجْمًا من السماءِ لُؤَالي

أَطْلَقَ الرُّوحَ في رُخَاءِ المَرايا

وسَرَى الطَّرْفُ يستشِفُّ المَجَالي

طارقٌ هذا؟ أَمْ طَرِيْفٌ؟ ومن ذا؟

صَقْرُ ماكان في السِّنين الخَوالي؟

ما الذي يجري؟ هل ترانا حلمنا

فصحونا بلا هوًى أو وِصالِ؟!

تلك غرناطةُ التي ضَمَّخَتْنِي

بِسِجالٍ من الوَجَى والمَعالي

لم يزلْ بابُها يَصِرُّ بأُذْني

وبقلبي يُدِيْرُ أَلْفَيْ نِصَال ِ!

وفتاةٍ من مهجتي ناهداها

ودِمائي في وردةِ الخَدِّ والي

قُرْطُبِيَّاتُ أُنْسِها لَعِبَتْ بي

وشَمُوْلُ انتشائها في سِبالي

أتراها لِوَهْفَةِ العشقِِ تَنْسَى؟

أَمْ تراها غريرةً لا تُبالي؟ !

أَمْ تُراني رغبتُ عنِّي وعنها ،

فاستحالتْ قصيدةً من رِمالِ؟ !

كان يلْهو به السُّؤالُ ويَلْغُو

جَدَّدَ اللَّهْوُ جِدَّهُ ، وهو بالِ

لم يَعُدْ يدري ما الذي يَنْتَوِيْهِ؟،

أَيّ وَجْهٍ لوجههِ من كَلالِ؟!

يَتَرَوَّى ماءَ الملالاتِ صِرْفًا

في كؤوسٍ من الغليلِ الزُّلالِ!

قال، لمَّا ارتأَى له الغربُ شرقًا،

وإذا الفجرُ نَشْوةٌ من مُحَالِ :

ياغزالي من فِكْرةِ الحُبِّ أَشْهَى،

ُقلْ: متى فِيَّ تَرْعَوِي يا غزالي؟!

كان يَهْذي وكان يَذْوي عَضُوْضًا

في ثيابٍ ضوئيَّةٍ من نبالِ

فإذا شَخْصٌ نابتٌ في البَراري

أسودَ الصوتِ أبيضَ الإِنْهِمَالِ!

يَقْضِمُ العُمْرَ وحْدةً ورُؤاهُ

تَزْجُرُ الطَّيْرَ سُنَّحًا للشِّمالِ

وإذا أُمُّهُ التي لم تَلِدْهُ

تَبْصِقُ اللفظَ في انحناءِ الجِبالِ :

"ابكِ مثلَ النساءِ مُلْكًا مُضَاعًا

لم تُحافظْ عليهِ مثلَ الرِّجَالِ؟!"

دَمْدَمَ الصَّمْتُ والغرابُ تَغَنَّى

وعَوَى الذِّئْبُ من شِفَاهِ الدِّلاَل

اصحَ من أمسكَ استفقْ ياحبيبي

رُبَّ غرناطةٍ رَنَتْ في احْولالِ!

رُبَّما صارت البلادُ كتابًا

أنتَ فيها بقيَّةٌ من مِثَالِ!

رُبَّما..رُبَّما، ورُبَّتَ باتتْ

لقتيلٍ في أرضِها واحْتِلالِ

فَدَع الشِّعْرَ هاهنا وتَهَيَّا

تَنْظِمُ الفَجْرَ غُرَّةً من نِضَالِ

إنَّما هذه الحياةُ قَصِيْدٌ

خَيْرُ أبياتِها الحديثُ الأَصَالِي!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله الفيفي

avatar

عبدالله الفيفي حساب موثق

السعودية

poet-abdullah-alfaify@

8

قصيدة

78

متابعين

أ.د/ عبدالله بن أحمد الفيفي. ‏شاعر وروائي سعودي من مواليد عام 1963م بمحافظة فيفاء التي تقع بجنوب المملكة العربية السعودية. أستاذ بجامعة الملك سعود. عضو مجلس الشورى 12سنة. 5 دواوين شعرية، ...

المزيد عن عبدالله الفيفي

أضف شرح او معلومة