الديوان » العصر العثماني » يوسف الأسير الحسيني » سيرابي فقد أشرق الشرق

عدد الابيات : 41

طباعة

سيرابي فقد أشرق الشرق

وهبت صبا نجد فهاج بي العشق

رفيقي جدا بي لنجد نجديه

مقر الهوى والطرف فالجد بي رفق

وان لم تسيرا بي دجى خيفة الوحى

اجن الجوى قلبي وأرقني الخفق

وما بكما وجدي فان تبقيا هنا

ولم تنجدا انجد ولو طالت الطرق

نعم في فراق الألف والبين كلنا

ولكنما بيني وبينكما فرق

فان التي قد ودعتني ودعتها

وفي طرفها ودق وفي كيدي حرق

خريدة خدر غادة يدوية

فريدة عصر ما بيه مثلها خلق

قد التبست في اللبس بالغصن وارفا

فكادت عليها وحدها ثقف الورق

بها من ظباء القاع حسن التفاتة

ورخمة صوت والنواظر والعنق

ويسطع منت حت الشفوف شعاعها

كشمس الضحى صيفا إذا غيم الافق

وتبسم عن در ولله درها

فيلمغ منه خاطفا لبى البرق

وان نزل المشروب في جوف حلقها

يكاد لنا يبديه من لطفه الحلق

وان لها صدرا اشف من المها

ونهدين كلٌّ من سنا جامد حق

نوارٌ من النور المجمد جسمها

سرى فرعها الليلي وهو به فرق

ولو لم يكن مدحي بشيراً بواجب

اطلت بها شرحي ولم ينته النطق

ولكنه أسدى وأكرم وافيا

وشكري لمن اسدى واكرمني حق

واحسن لي حتى صفت لجنابه

محبة قلبي بل عراني به عشق

بشير بن ناصيف الكريم ابو الندى

اخو الجود من مدحي لأوصافه لبق

مجيد نعوت المجد من ذاته كما

له اسم من البشرى أو البشر مشتق

جليل جميل الرفق دوماً رفيقه

بسلمٍ كما ان الصديق له الصدق

ومن وصفه عزم وحزم تواضع

حياء وود والمرؤة والحذق

إذا جال فكري في معاليه خلته

يخوض ببحر ليس يدري له عمق

لقد جمعت فيه المكارم كلها

ولا شيء من شين لديه ولا فسق

جواد فلو جاراه ابناء عصره

ومن قبلهم في الجود كان له السبق

سحاب سخاء إنما الجود جوده

سماء سماح انما ودقه الورق

يجازي على العروف فوق جزائه

ويجزيه عن معروفه شكره الوفق

على الجود مطبوع فلا يستفزه

شياطين بخل بل يرى أنهم حمق

أعيذ نداه من أذاهم بربه

وأرجوه ان يزداد منه له الرزق

أصيل له فرع تسامى إلى العلا

واصل عريق لا يزال له عرق

لقد طاب منه الأصل والفرع والحجا

كذا القول والافعال والخلق والخلق

شجاع إذا صسلت بحرب سيوفه

فاسياف من عادى تصوم وتنشق

له الراية البيضاء والوجه مثلها

وأعدائه السوداء والأوجه الزرق

سعيد لقد عاداه قوم حماقةً

وان معاداة السعيد هي الحمق

فيا بحر فخر ليس يدري محبطه

وبابر جود عنده يدرك الرزق

اسيرك ذا قد سر ذا الاسر سره

وإن ناله منك الطلاقة والعنق

فلا زلت يا حر المعاني وروحها

تزف لك الالفاظ وهي بها رق

ولا زلت تأتيك الرغائب والمنى

وتأتي المنايا في أعاديك والمحق

ولا زلت مقبول الكلام مظفراً

وضدك مخذولاً له الرد والسحق

فدم أبداً طلق المحيا نديه

وكفاك كل منهما بالندى طلق

فسعدك يبقى عندك الدهر خادما

كعبد مطيع ما له ابداً أبق

ودمت كبدر والبنون كانجم

ودام بافلاك المعالي لكم شرق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يوسف الأسير الحسيني

avatar

يوسف الأسير الحسيني حساب موثق

العصر العثماني

poet-yusuf-al-asir@

70

قصيدة

13

متابعين

يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني، الأزهري، من بني الأسير. عالم وكاتب، فرضي، فقيه، شاعر. ولد في (صيدا) سنة 1817م، وانتقل إلى (دمشق) سنة 1247هـ، ثم عاد إلى صيدا، فتعاطى ...

المزيد عن يوسف الأسير الحسيني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة