الديوان » العصر الأندلسي » عمارة اليمني » في مثل ذا الموقف المشهود تحتلب

عدد الابيات : 50

طباعة

في مثل ذا الموقف المشهود تحتلب

غر القوافي وتستنقى وتنتخب

هذا المقام الذي لولا كرامته

ما أشرفت في السماء السبعة الشهب

هذا المقام الذي لولا أوامره

لم يشرف البيت والأستار والحجب

نور البنوة في ذا الدست مؤتلق

بالناظرين ونار العزم تلتهب

تمسي وتصبح في إيوانه أبداً

بيض المنى والمنايا السود تصطخب

في صدره فائز بالنصر محتجب

بنوره وبتاج العز معتصب

مبارك الوجه ميمون نقيبته

تجلى بطلعة الأحداث والنوب

انظر إلى وجهه تنظر إمام هدى

خير الورى رضي الأملاك أم غضبوا

لا يستوي وملوك الأرض في شرف

إلا كما يتساوى الصفر والذهب

من معشر شابت الدنيا ومجدهم

غض وأثوابه فضفاضة قشب

لولا الصلاة عليكم ما استجيب لمن

يدعو ولا رفعت عن دعوة حجب

وأنتم العروة الوثقى فلا انفصمت

وحبكم في دخول الجنة السبب

وفي مدائحكم فخر لمادحكم

وفي ولائكم ذخر ومنقلب

مما كسا المدح فخراً وطيب ذكركم

والصدق يشرق مهما أظلم الكذب

مناقب كالنجوم الزهر قد ملئت

بحسن أوافها الأسماع والكتب

جاءت لها سور القرآن مادحة

فما عسى يتعاطى الشعر والخطب

لله في أهل هذا القصر سابقة

من الإرادة من أسرارها عجب

لما أراد ابن باديس إزالتهم

والناصرون لأنوار الهدى غيب

أبت عليهم يد آلية ويد

تعزى إلى آل رزيك وتنتسب

لولا الوزير أبو الغارات ما خفقت

للنصر في القصر رايات ولا عذب

ولا اعتزى لعلي عند نازلة

من القبيلين لا عجم ولا عرب

لما جلبت إليه الخيل مقربة

لم يحمه منك إلا الشحط والهرب

إضافة الملك لما جئت زائره

كرامة ما لها إلا الظبا سبب

ولى ويا بئس ما أولى مواليه

ولو تعاينتما لم ينجه الهرب

وأيد الله دين الحق منك بذي

يد لها في الوغى التأييد والغلب

أغنته أفعاله عن فخره بعلى

أست قواعدها آباؤه النجب

والمرء من هم فاستغنى بهمته

عما بناه له جد مضى وأب

حمى حريم المعالي عزمه فغدت

أكنافه كعرين الليث يجتنب

يصاحب الذئب فيها الشاة مؤتمناً

على المغيب وإن أودى به السغب

فما يرى الروح فيها وهو مختطف

ولا يرى المال منها وهو منتهب

وهل يراع لها سرب وقد ضمنت

بأمن من حل فيها البيض واليلب

وسطوة لو خلت من عفو مقتدر

على العصاة لكاد الجو يلتهب

ورحمة شكر الرحمن رأفتها

يطفي بها الحلم ناراً شبها الغضب

وراحة تهب الدنيا وما احتسب

بها صنيعاً وما اعتدت بما تهب

وسيرة سار عنه من حكايتها

ذكر جميل تمنت مثله السحب

أضاف من منة التشريف لي منناً

لا ينهض الشكر منها بالذي يجب

أجلها موقفي هذا بحيث أرى

نور الهدى رفعت عن وجهه الحجب

حسبي بخدمتكم بين الورى حسباً

إن ضل بي نسب أو قل بي حسب

فأنتم يا بني الزهراء لا انصرمت

أيامكم كالحيا ماض ومرتقب

يعلو على الناس أدناها بخدمتكم

وتستفاد بها العلياء والرتب

يا بن البني نداء ما لصاحبه

قلب إلى غير حسن الظن ينقلب

قد قابلتك القوافي وهي واثقة

أن لا يقول رجاها أعوز الطلب

كم موقف لك قد نادى نداك به

يا مادحين لكف المادح السلب

وأنت أكرم أن تدعى لمكرمة

تقضي عليك بها العلياء والحسب

يهني الأهلة إن قابلت وافدها

ومعقل الملك من سمر القنا أشب

ووجه دولتك الغراء مبتسم

وثغرها واضح عذب اللمى شنب

مضى جمادى وفي أحشائه حرق

من الفراق الذي ما ذاقه رجب

وربما حفزت شعبان داعية

من المحبة يحدو عيسها الطرب

فاسعد بأيام ماضيها ومقبلها

ما استحقبتها على أعجازها الحقب

ممتعاً ببقاء الصالح الملك ال

حاني إذا ما جفا ابنا أب حدب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة اليمني

avatar

عمارة اليمني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-amarh-alyemni@

316

قصيدة

3

الاقتباسات

131

متابعين

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر ...

المزيد عن عمارة اليمني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة