الديوان » العصر الأندلسي » ابن قلاقس » صاحبت في سفري لك الآمالا

عدد الابيات : 41

طباعة

صاحَبْتُ في سَفَرِي لك الآمالا

فأَعدْتَنِي وأَعَدْتَها أَموالا

وهتفتُ باسْمِكَ وهو فأْلٌ صادقٌ

فَوَجَدْتُه في راحَتَيْك نَوالا

ودعَوْتُ منكَ لدفعِ عُسْرِي ياسراً

ولِدَفْعِ غُلَّتِي الحَرورِ بِلالا

وعجِبْتُ للأَسماءِ كيف تصرَّفَتْ

بغرائِبٍ من نَحْوِها أَفعالا

وَأَمَا ووجْهِك إِنَّه الفَلَقُ الذي

منذ اهتديْتُ به أَمِنْتُ ضَلالا

لقد انتقصتُ إِلى شمائِلِكِ التي

عَتُقَتْ وقلت على السَّفين شَمالا

وسَرَيْتُ نحو عُلاك بدرًا كاملا

حتى انثنيتُ من الضُّمورِ هِلالا

فرفعتُ طَرْفِي للسَّماءِ رئاسةً

بلْ أَنت أَسْمَى والنجومِ خِلالا

والشمس إِلا أَنَّ ضَوْءَكَ حاكِمٌ

أَنْ لا يفارِقَ مُجْتَلِيه ظِلالا

والشهْمُ مِثْلِي من يسيرُ مُهَجَّرًا

ومهاجِرًا يَتَقَبَّلُ الأَقْيَالا

اللُّه أَكْبَرُ ما أَدَقَّ معانِياً

وَقَفَتْ عليكَ وما أَجلَّ خِلالا

خُذْ يا بَنَانُ فقد وَجَدْتَ مُساعِفاً

قل يا لسانُ فقد وجدتَ مقالا

واضرِبْ عن الأَمثالِ بعد محاسِنٍ

شاهَدْتُها واضْرِبْ بها الأَمثالا

الليثُ أَغلَبُ والحسامُ مُهنَّدًا

والبدرُ أَزْهرُ والحَيَا هَطَّالا

حُلَلٌ رآكَ المَجْدُ أَظرفَ خاطرٍ

فيها فأَفْرغَها عليك حَلالا

وشمائِلٌ منها الشَّمُولُ لأَنَّهُ

أَضحى يميناً شامِلي وشِمالا

فوقيتَ يا عَيْنَ الكمالِ ونفسَه

عَيْنَ الكمالِ فقَدْ خُلِقْتَ كَمالا

مُلِئَتْ بكَ الدنيا اعتدالاً مثلَهُ

عَدْلاً ولى أَمثالَهُ أَعْدَالا

وأَقَرَّ منك المُلْكَ في أَربابِهِ

مَلِكٌ أَقَرَّ المُلْكَ لمَّا جالا

واستخْدَمَ الثَّقَلَيْنِ طَوْعَ حُسامِه

وهو الذي يتحمَّلُ الأَثقالا

وكأَنما عطف الزمانُ بكفِّه

قوساً وسدَّد من بنيهِ نِبالا

أَرْسَى ولا الجبلَ الأَشَمَّ بحِنْكَةٍ

منك الصدورَ وزَلْزَلَ الأَجبالا

ورمى الحصونَ على الحِصانِ بفارسٍ

إِنْ بارَزَ الأَبطالَ والأَبطالا

ولقد تيقَّنَتِ المعاقِلُ أَنَّها

دارَتْ على المُتَدَبِّرينَ عِقالا

حيثُ الخيولُ تجولُ تحتَ رِماحِها

لتحولَ في أَوعارِها أَوعالا

والباتراتُ تطُولُ بينَ فوارسٍ

خُلِقوا على صِفَةِ الرماحِ طِوالا

تتناذَرُ الأَملاكُ مِيلَ قنيّهم

ولَوِ اسْتَقَامتْ دونَهُمْ أَميالا

فلذا رسائِلُهُمْ إِليكَ لأَنَّهُمْ

خافوا ابتعاثَكَ قَبْلَها الأَرْسالا

يا مُلْتَقَى سُبُلِ الوفودِ ومَنْ له

جُودٌ أَدامَ عليهِمُ الإِسْبالا

لا زالَ يستدعي نوالَكَ كلُّ مَنْ

ما زالَ إِنْ سَمِع النَّوالَ نَوَى لا

حتَّى تَرَى الآباءَ والأَبناءَ وال

إخوانَ والأَعمامَ والأَخوالا

ويقومَ فُلْكُ الداعِيَيْنِ وهَفْوَةٌ

قولي يقومُ فإِنه ما مالا

وترى ضِياءَ النَّيِّرَيْنِ كما تَرى

يجلو الغُدُوَّ ويصْقُلُ الآصالا

بَدْرا سَماءِ المُلْكِ لا البدرُ الذي

لَبِسَتْ أَهِلَّتُهُ الخيولَ نِعالا

ومُهَنَّدُ الإِسلامِ لا تلكَ التي

داستْ صفائِحَها القُيونُ صِقالا

العارِضانِ العارِضانِ من النَّدَى

وَبْلاً يكونُ من النُّدوبِ وبَالا

يا مَنْ إِذا هَزَّ الذوابِلَ طَعْنُهُ

في جِنْحِ ليلٍ يُسْتَعَاد ذُبَالا

واسْتَقْبَلا المُلْكَ السعيدَ بياسِرِ ال

مُلْكِ السعيدِ فأَحْرَزَا الإِقبالا

طابا وطالا والأُصولُ إِذا زكَتْ

أَبْصَرْتَ فيها الفَرْعَ طابَ وطَالا

إِنْ لم يَكُنْ فيها مُنًى فَبِها المُنَى

لَمْ يَمْتنِعْ عن من يَرومُ مَنَالا

آلُ الزُّرَيْعِ ومَنْ لَهُمُ إِلاَّ العُلَى

أَنْ لا يزالَ لهم كذلكَ آلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن قلاقس

avatar

ابن قلاقس حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-abn-qlaks@

504

قصيدة

4

الاقتباسات

135

متابعين

ابن قلاقس نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى ...

المزيد عن ابن قلاقس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة