كلّما أبحرُ عنها طيّرت روحها إليّ!
أقسو عليَّ وأنا أقربُ إليها عني
وهي عليَّ أحنُ مني!
أنا شاغلها وهي ليست بشاغلتي...
فمالي بتلكَ التي نثرت يباس ورودي..
ولكن لا أعلم لماذا أرشُ الماءَ على أرصفةِ خطاها؟
ربّما لعلّ ورودها تنبتُ بواحاتي...
تلكَ الّتي حفظتها على ظهر عقلي قالت:
يا أبتاه أحتطبني؟
لكنّي لم أردها حطبًا في تنور كتاباتي...
أو بخورًا لمبخرة صلاتي
كلّما أحرجتني بالسؤالِ:
يَا أيها الكاهن البغدادي
هل سيعود يومًا ما كان بيننا؟
فأجدني اغترف مِن عينيها ملحًا لموائد اغترابي!.
أخر أمنياتها أن أغفو على صدرها
ولكن كيفَ؟
وهي تسقط اوراقي
الورقة تلو الأخرى من شجرتها
مثل حزنٍ خانه الفرح؟!
كلّما مشيتُ في ظلمتها تعثرث بضوئي!
أكثير عليّ الكتابة عنها؟
فقد كتبتُ عنها ولها وإليها الكثير وبقي الأكثر
فما مِن مرّة قالت: أنقذني منكَ!
إلاّ واجدني أتدلّى مترنحّا مِن مشانقها؟
آهٍ
لو يحق لي الغناء
لغنيت لها في رحاب أفيائها( دللوي)
قالت حسنًا بحقِّ الربّ:
إن كنتَ كاهنًا ..فقلبي انجيلٌ
وأنا كُلّي لكلكَ... وروحي أدمنت التنسكَ في محرابكَ!
وراحت تعصرُّ ماء عينيها:
هلاّ أوصلت باخرتنا إلى ضفة اللقاء؟
حيثُ الماء والخضرة والموسيقى ووجهكَ ووجهي الحسنُ؟!
لذت بصمتي ومن ثمّ غمزتُ لها وأنا أفضُّ بكارة الصّمتِ بالجواب:
حسنًا، أحبيني قبل ان ينقرض الحبّ...
إنّها بلادي...
أنا الطّامعُ بِشّم عطرها وتفبيلِ جبينِ تُرتبتها