صغى للعذول السمع أو لم يكن صغى

بحبك عندي كل من لام قد لنا

أرى كل من قد راح فيك يلومني

ظلوماً على شرع المودة قد بغى

أمن بعدما قد وشع الشيب مفرقي

بسود عقاص البيض أرجو ليصبغا

ولست أعد اليوم مثلك لي أخا

ضميري له في وده قد تفرغا

بك القلب مني لا بغيرك شغله

وهيهات أن ينفك منك ويفرغا

محلك جاز الفرقدين علاؤه

بعيد مداه لن ينال ويبلغا

فدى لك يا رب النهى كل ناقص

من الفضل عار كان في الناس أمرغا

فماذا على ابن المجد للشرف الذي

ببيتكم لو في ثراه تمرغا

فعرب الورى تثني عليكم وعجمها

باسنى الثنا منها بمختلف اللغى

وما أنت الا الغيث يمطر في الندى

وما كنت الا الليث يزأر في الوغى

ومثلك من يرعى الحفيظة في الورى

ومنه عليه البأس لا الدرع أفرغا

وشرع العلى ان سوغ المدح لم يكن

لغير كريم الأصل في الناس سوغا

أرى فيك نظمي مثل صاعقة السما

بها هام عذالي يروح مفدغا

ولم أك قد نظمت الا مناقباً

اضاءت نجوما في سما الفضل بزغا

وقد فقت في نظمي النوابغ كلهم

وكل فصيح عاد ألكن ألثغا

ولو كنت في عصر الأوائل شاعراً

لأخسرت فيه بالفصحاة بيغا

فدم أبداً واللّه من نسج فضله

عليك لأبراد المهابة أسبغا

وعينك لم تبصر سوى ما يقرها

وسمعك دوما لاستماع الثنا صغا