خطابُ الشعوبِ بنبضِ الغضابْ

يزلزلُ صمتَ الجيوشِ الصِّلابْ

إذا هدّ صوتُ السكوتِ الجدارْ

تكلّمَ في صرخةٍ لا تُجابْ

وقامَ المساءُ على ضوءِ نارٍ

تُكحّلُ جفنَ الليالي الشِّهابْ

ومن قلبِ طفلٍ يُعدّ الجراحَ

تفيضُ الأغاني كصوتِ السحابْ

فنُصغِي إلى الحزنِ في أغنياتٍ

تُغرّدُ رغمَ انكسارِ الرّكابْ

ويخفقُ صدرُ المدينةِ جمرًا

كأنَّ بها لوعةً للذهابْ

خطابي نُقوشُ الحنينِ الحزينْ

وصوتُ التلاشي، وعطرُ الغيابْ

يضمُّ اشتياقَ البيوتِ القديمةْ

ويحملُ في كفّهِ كلَّ شابْ

أنا من صهيلِ المدى والندى

ومن شجنِ الأرضِ يومَ الخرابْ

كتبتُ على غيمةٍ أنْ نحيا

وأن لا نموتَ خُرافاتِ نابْ

إذا ما ارتقى في دمي ألفُ حلمٍ

فسيفتحُ فجرٌ لنا كلُّ بابْ

فقوموا، فقد آنَ وقتُ النهوضِ

كفى خنقَ صوتِ الحِمى والخُطبْ

أفيقوا من الوهمِ، هذا الدمارُ

يُشيّدُ عرشَ الطغاةِ الخُرابْ

ولا تنتظروا فُتاتَ السُكونِ

فما سادَ حقٌّ بظلِّ العُبابْ

صحونا، فهل تسمعونَ النداء؟

تشقُّ الجراحُ جدارَ الصَّخَبْ

سنكتبُ فجرَ الشعوبِ الجريحِ

بدمعِ اليتامى، ونبضِ الشّبابْ