وَهَجُ الشُعورِ بِداخِلي متألقُ

والرّوحُ تَصرخُ والبَيانُ مُعلَّقُ 

غابَ السُكونُ ومقلَتي في سَهدِها

تَرجو النُّعاسَ وقلبُها لا يُغلقُ 

في زَحمةِ الأحداثِ ضِعتُ كأنني

نَجمٌ تَهاوى والفضاءُ مُفرَّقُ 

يا أيُّها الحُزنُ المُقيمُ بِأضلعيَ

أَنتَ الرَّفيقُ ومَن سِواكَ ممزقُ 

ما عدتُ أَلقي للسرورِ تحيّةً

فالليلُ ضَيفي والهمومُ تُطرَقُ 

أَخفي مشاعرَ مهجتي وأظنُّها

سرّاً ولكن كُلُّ شيء يَنطِقُ 

ما عادَ قلبي بالخُضوعِ مُسَلِّماً

لجراحِهِ، فالصبرُ فيهِ مُعَلِّقُ 

يا ربُّ، فارفع كَربَ نفسي إنّها

تَرجو الرّضا والعَفوَ فهوَ الأسبَقُ 

واذكُرْ قلوباً لم تَزل متفرِّقه

جمعَتْهُمُ الأشواقُ ثُمَّ تمزَّقوا 

مالي أُجادِلُ بالبيانِ ولا أرى

شِعرَ العزاءِ بغيرِ حزني يُنطَقُ 

يا خاطري، ما بالُ حِلمِكَ شاردٌ

تَحتَ المدى والهِمُّ فيكَ يخَنَّقُ 

كَم من قصيدٍ جئتُ أرجو بَوحَهُ

فإذا الحروفُ كأنّها لا تنطَقُ 

لكنَّني رغمَ المصاعبِ ها أنا

نَفسي على دربِ الحقيقةِ تَنسُقُ 

ما بالُ دَمعي إن تَجلّى عاطفاً

يَبدو كأنَّ الدَّمعَ بالنارِ يُحرَقُ؟ 

كم قد نَذَرتُ الصّمتَ في بعضِ الهوى

فإذا الغرامُ يُحلُّ ما لا أُوثقُ 

وأنا المُعذَّبُ بالحضورِ وبعدِهِ

كُلُّ الطريقِ إليكَ مسكٌ أزهقُ 

ما كنتُ أَشكو الحُبَّ إلا خِيفةً

مِمَّن يَظنُّ بأنَّني أتمنطقُ 

يا مَن أسرتَ الروحَ دونَ دعابة

كَيفَ الفؤادُ بغيرِ ذِكرِكَ يَبرقُ؟ 

فاصبرْ على دربِ المدى وتجمَّلِ

فالضوءُ يأتي إن تَوارى المَشرَقُ 

وانظرْ إلى الأملِ الجميلِ مُقبلاً

ستراهُ رغمَ العاصفاتِ يُحلِقُ 

وإذا ظننتَ بأنّ قلبك أُرهِقَ

فاللهُ أولى أن يُطاع  ويَرزُقُ