أَكْتُمُ وَجْدِي وَالدُّمُوعُ تُجَلِّيهِ

وَأُمِيتُهُ بِالْقَلْبِ لَكِنَّهُ يُحْيِيهِ

قَدْ كَانَ لِي أَمَلٌ بِوَصْلِكِ مُشْرِقٌ

فَأَتَاهَا الْجَفَاءُ كَغَيْمَةٍ تُرْدِيهِ

يَا قَاتِلِي ظُلْمًا بِغَيْرِ جَرِيرَةٍ

كَيْفَ انْتَهَى عَهْدُ الْوَفَاءِ إِلَيْهِ؟

عَهْدِي بِوَجْهِكِ لَا يُرَى مُتَجَهِّمًا

وَالْآنَ أُبْصِرُهُ، فَمَنْ يُدَانِيهِ؟

خَانَتْكِ نَفْسُكِ، هَلْ ظَنَنْتِ بِأَنَّنِي

سَأَعُودُ أَرْجُو حُبَّ لِيُؤْذِيهِ؟

أَنَا فِي جَحِيمِ الْبُعْدِ أَحْيَا صَابِرًا

وَالْقَلْبُ يُخْفِي الْجَمْرَ مِنْ يَدَيْهِ

يَا مَنْ غَدَرْتِ، وَهَنْتِ عَهْدِي بَيْنَنَا

هَلَّا رَجَعْتِ الْآنَ عَنْ تَوَانِيهِ؟

أَحْرَقَتْنِي نَارُ الْخِدَاعِ فَلَيْتَنِي

مَا كُنْتُ أَنْظُرُ فِي الْهَوَى بِعَيْنَيْهِ

إِنْ كَانَ يُشْقِي الْعَاشِقِينَ فِرَاقُهُمْ

فَلَقَدْ شَقِيتُ، وَهَلْ شَقَائِي يُرْضِيهِ

فَإِذَا ادَّعَى الْعُشَّاقُ فِيكِ صَبَابَةً

فَأَنَا الْهَوَى وَابْنُ الْهَوَى وَأَبِيهِ