الديوان » لبنان » نجيب سليمان الحداد » حكاية المسك مع الثياب

عدد الابيات : 17

طباعة

حكايةُ المسكِ معَ الثيابِ

أغربُ ما مرَّ بهذا البابِ

إذ أقبلَ المسكُ إلى الثوبِ النقي

وقالَ قد جئتُ بنشرِ الغَبَقِ

أهديكَ من عرفيَ الذكيِّ ألوانا

تُعطرُ الأذيالَ والأردانا

وتجتدي منهنَّ نشراً طيباً

أطيبَ للناشقِ من زهرِ الرُبى

لكنْ على شرطٍ بكتمِ أمري

كي لا يذيعَ في الأنامِ سرّي

لأنني من رغبتي في الكتمِ

وخوفِ أن يدري الوشاةُ باسمي

ظهرتُ ما بين الورى في لقبٍ

مخالفٍ كُنيةَ أمي وأبي

وفوقَ ذا فإنما الإخاءُ

يزيدُ في توثيقهِ الخفاءُ

وإنني ناديتُ فيما قد عَبَرْ

يا سعدَ من صافى وصوفِي واستترْ

فقالَ ذاكَ الثوبُ ما أنصفتني

بما من الكتمانِ قد كلّفتني

فأنتَ المسكُ بطيبٍ يعلو

والمسكُ من يحملهُ لا يخلو

وهبْ كتمتَ اسماً عليكَ ذائعاً

فكيفَ أخفي عنكَ عطراً ضائعاً؟

ثمَّ حرامٌ أن أكونَ وحدي

مُمتّعاً منك بهذا المجدِ

فأنتَ للمحبِّ عينُ الشرفِ

ومن يكونُ شرفاً لا يختفي

لكنْ إذا رجعتُ للمواجبِ

وما قضتْ من حفظِ حقِّ الطالبِ

فإنني أكتمُ ما استطعتُ

عسى أكونُ فيه قد نفعتُ

وإنْ قرُبَ القلبُ في البعادِ

خيرٌ من القُربِ بلا ودادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نجيب سليمان الحداد

avatar

نجيب سليمان الحداد

لبنان

poet-Najeeb-al-Haddad@

109

قصيدة

19

الاقتباسات

1

متابعين

نجيب سليمان الحداد (1867 - 1899م / 1284 - 1317 هـ) صحفي وأديب وشاعر ومترجم وقاضٍ، وُلد في بيروت وتوفي في مدينة الإسكندرية بعد حياة قصيرة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي. عاش ...

المزيد عن نجيب سليمان الحداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة