الديوان » لبنان » نجيب سليمان الحداد » أما مل الزمان من الرزايا

عدد الابيات : 23

طباعة

أما ملَّ الزمانُ منَ الرزايا

فإنّي قدْ مللتُ منَ الشكايا

لنا في كلِّ يومٍ منهُ خطبٌ

وشرُّ خطوبةٍ خطبُ المنايا

هنالك لا تُردُّ لهُ سهامٌ

ولا تُغني الدروعُ عنِ الرمايا

لعمركَ كلُّ ما في الأرضِ فانٍ

ولا يبقى سوى باري البرايا

قضاءٌ ليسَ تُدركهُ وساوسُ

خفيٌّ لا تُقاسُ بهِ الخفايا

يذلُّ لديهِ كلُّ عزيزِ قومٍ

ويعبثُ كلُّ طلّاعِ الثنايا

لكلِّ بليّةٍ في الناسِ وقعٌ

على حسبِ المراتبِ والمزايا

وما مثلُ البليّةِ في كريمٍ

تعمُّ لهولِ وقعتِها البلايا

لقد أسرَ الحمامُ اليومَ شهمًا

غدتْ مهجُ الورى منهُ سبايا

فسارَ ورنّةُ الباكي عليهِ

حداءٌ، والقلوبُ لهُ مطايا

فتىً جادتْ بهِ الدنيا، وكانتْ

لراجي جودِهِ إحدى العطايا

أسلمهُ الزمانُ، وليسَ بدعٌ

فقدْ أعدتهُ أنعُمُهُ السّنايا

قضى الصبرُ الجميلُ غداةَ وَلّى

جميلُ الخلقِ، محمودُ السجايا

وما ردَّ العُلاءُ الموتَ عنهُ

ولم تُغنِ المذاكي والسرايا

ولا نفعتهُ أجفانُ بواكٍ

عليهِ في الأصائلِ والعشايا

ستندبهُ المعارفُ والمعالي

وتبكيهِ المجالسُ والقضايا

فكمْ جَلّى بها من مشكلاتٍ

صعابٍ، ليسَ تُدركُها الروايا

وكمْ أبدى غوامضَها القوافي

فلمْ يتركْ خبايا في الزوايا

مضى، ولرُزئهِ صعقاتُ موسى

بسيناءَ يومَ أُنزِلتِ الوصايا

وقدْ حُجبَ الرجالُ لِثامُ دمعٍ

وهُتكتِ الخدورُ عنِ الصبايا

وحملَ فقدَهُ الأقوامُ حزنًا

بهِ استوَتِ الموالي والرعايا

هوى في قصرهِ منْ برجِ سعدٍ

إلى قبرٍ غدا سعدَ الخبايا

فأضحى القبرُ تحسدهُ قصورٌ

وأضحَتْ تحسدُ الماضي البقايا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نجيب سليمان الحداد

avatar

نجيب سليمان الحداد

لبنان

poet-Najeeb-al-Haddad@

36

قصيدة

12

الاقتباسات

1

متابعين

نجيب سليمان الحداد (1867 - 1899م / 1284 - 1317 هـ) صحفي وأديب وشاعر ومترجم وقاضٍ، وُلد في بيروت وتوفي في مدينة الإسكندرية بعد حياة قصيرة حافلة بالعطاء الأدبي والثقافي. عاش ...

المزيد عن نجيب سليمان الحداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة